يروى عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قوله: "يبعثُ اللهُ على رأسِ كل مئة سنة مَن يُجدِّد لهذه الأمة أمر دينها".. وشاءت إرادة الله أن يبعث لعرب الجزيرة قبل مئة عام الملك عبدالعزيز آل سعود -طيَّب الله ثراه- ليلم شمل سكان الصحراء العربية مترامية الأطراف.. التي كانت تعيش الفقر والفرقة والتحارب والخوف.. فأبدلهم الله عز وجل خيرًا بالملك عبدالعزيز -رحمه الله– ليوحد فرقتهم، ويبدد خوفهم أمنًا، وفقرهم ثروة وغنى، وضعفهم منعة وعزة.
وبعد مئة عام ونحن نعيش هذه الأيام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عهد التقدم والازدهار حيث وصلت المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة متبوأة مكانها في (نادي العشرين) الذي يشرف على الاقتصاد العالمي.. أمَّا على الصعيد الداخلي، فكان لمبادرة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إنصاف (نصف المجتمع) ومنح المرأة السعودية التي هي عماد الأسرة حقًّا طالما غيَّبه الجهل بعقيدة ديننا، لكأنه تجسيد لمعنى الحديث الشريف بالمؤمنين: (... إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحُمى).. فلسموه الفضل بعد الله -على سبيل الذكر والإشادة- السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، ودخول الملاعب الرياضية، وتفعيل هيئة الترفيه.. ثم إطلاق خطة الرؤية السعوديَّة 2030 التي تهدف إلى جعل الاقتصاد السعودي الذي يرتكز على استثمار النفط، محررًا من الإدمان عليه دخلًا أساسًا ووحيدًا.
لم يحظ سموه -حفظه الله- بإجماع شعبه في المملكة قاطبة فقط، بل تخطَّت سمعته وجدوى عمله إلى العالم.. فقد اختاره قراء مجلة (تايم) الأمريكية شخصية عام (2017).. وكذلك اختارته مجلة (فورين بليسي) الأمريكية في قائمتها السنوية لأهم مئة مفكر في العالم لعام 2015.. وفي عام 2018، اختارته مجلة (فوربس) في قائمتها لأكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم.. ومن غيض فيض ما منَّه الله على من يجددون دينه، شاءت عنايته أن يكون رائدها سموه حفظه الله، وتشدَّ أزره أيادي شبابها الطامح إلى حياة كريمة وعطاء أفضل لما فيه خير البلاد والعباد إنها سنَّة الحياة، ومشيئة الخالق.. ولن تجد لسنته تحويلًا ولا تبديلًا.. وصدق قول نبيِّه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
