Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

قضية الإدمان الإلكتروني.. تحتاج إلى حلول

A A
أزمة حقيقية تعيشها معظم الأسر في بيوتها، حيث أصبحت أزمة الإدمان الإلكتروني عامة؛ عند الأغنياء والفقراء، والأطفال والمراهقين والكبار في السن من الجنسين، إدمان ليس ككل أنواع الإدمان الأخرى، فجميع أنواع الإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية تعتبر مخالفة للشريعة والقيم والقوانين، يُحاسب عليها المدمنون، ويُطبَّق عليهم عقوبات صارمة، ويمكن علاجه من خلال مستشفيات ومراكز متخصصة.

أما الإدمان الجديد، والذي تتسابق الدول المتقدمة على تطوير آلياته والتوسع في انتشاره، هو الإدمان الإلكتروني الذي أصبح قضية تُدمِّر المبادئ والقيم، والفكر والصحة، ويُسبِّب الانحراف المُبكِّر لو أُسئ استخدامه.

وحسب بعض الإحصائيات لعيّنةِ بحث عن أثر الإدمان الإلكتروني على المراهقين، أثبتت الدراسة أن نسبة 80% من العيّنة تُعاني من حالات اكتئاب وتوحُّد وانغلاق، وعدم انسجام داخل الأسرة والمجتمع.

إن آثار الإدمان الإلكتروني متعددة، سواء على المجتمع أو الفرد، فتؤدي إلى الانحراف الأخلاقي والتوجُّه إلى العلاقات غير الشرعية، والعزلة الاجتماعية، والإرهاق الجسدي والنفسي، وضعف القدرات العقلية لدى الأطفال، والضعف العام في النظر، وضعف في الشخصية بسبب غياب الهوية وعدم الانتماء المجتمعي بسبب الانفتاح الكبير على الثقافات الأخرى، والحقيقة أن هذا الإدمان لا تستطيع الدول مكافحته ومعالجته، لأن التطور السريع في مجال وسائل التواصل الإلكتروني سهّل عملية الإدمان، حتى أصبحت الأسرة التي كانت تقضي بعض الوقت للحوار العائلي المباشر لم يعد لها الوقت للحوار، لانشغال كل فرد بالأجهزة الإلكترونية، وأغلق بعض الأبناء والبنات غرفهم للتواصل الإلكتروني ليلاً ونهاراً، وتحوّلت مكاتب العمل الرسمي وفصول الدراسة إلى متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، حتى في حفلات الأفراح، وصواوين العزاء، والمساجد وغيرها، نعم أصبحت قضية لا يمكن معالجتها إلا من البيت، ومن أولياء الأمور أولاً، وطرق تنظيم استخدام وسائل التواصل الإلكتروني في يد أولياء الأمور، وذلك بتحديد إرسال الإنترنت داخل البيت بساعاتٍ محددة، ووضع ضوابط للأطفال على استخدام الانترنت، وهناك برامج متقدمة تُمكّن أولياء الأمور من متابعة المواقع والرسائل التي يطّلع عليها الأطفال، وبرامج تمنع استخدام الأفلام والكاميرات في التواصل.

إن بداية الإدمان تبدأ من الطفولة، ومن سن سنتين، وإن لم نكن قدوة لأبنائنا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فلن يقتدي بنا أبناؤنا وستتفاقم المشكلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store