Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما هذا التلاعب يا تجارنا

من يتتبع الحال الذي آلت اليه اسواقنا التجارية وما يجري بها من تلاعب بأسعار المواد الاستهلاكية بمختلف اتجاهاتها الغذائية والصحية والطبية والزراعية والكهربائية والبنائية والملبوسات والمفروشات والمركب

A A

من يتتبع الحال الذي آلت اليه اسواقنا التجارية وما يجري بها من تلاعب بأسعار المواد الاستهلاكية بمختلف اتجاهاتها الغذائية والصحية والطبية والزراعية والكهربائية والبنائية والملبوسات والمفروشات والمركبات وقطع غيارها والتقنية وما تشهد اسعار الاراضي من ارتفاعات لا يضبطها نظام ولا يحدها قانون يشعر وكأننا نعيش خارج نطاق هذا العالم المحكوم بالانظمة والقوانين التي تسير عملياته البسيطة والمعقدة بما لا يدع مجالاً لتلاعب المتلاعبين فالكثير من تجارنا هداهم الله اصبحت قلوبهم غلفاً لا يهمهم سوى جمع الكثير من المال ولا يهم من يكون الضحية أفقيراً كان ام يتيماً ومريضاً كان ام مكلوما بعجز او حاجة وما نراه من ارتفاعات فوضوية في اسعار كل مستهلك يدعونا الى طرح تساؤلات عريضة تمتد عبر مساحات هذا الوطن الكبير الا يحكمكم ايها الجشعون نظام او قانون؟ الا يحكمكم وازع من دين او رادع من قيم ومبادئ؟ هل اعمت عيونكم الدراهم والدنانير والهللات والدولارات عن حساب يوم الدين؟ هل شعرتم في ظل غفلة وتساهل وزارة التجارة عن تلاعبكم ان الله غافل عنكم؟ انها اسئلة ستبقى مطروحة امامكم علكم تعقلون وتُحَاسِبون انفسكم قبل ان تُحَاسَبوا يوم لا ينفع مال ولا بنون.لقد حولتم هداكم الله واصلح حالكم اسواقنا الى محطات للتنافس بينكم فيمن يلتهم اكثر حتى انكم اصبحتم تتحينون كل فرصة او حتى ربع الفرصة لممارسة هواية الالتهام فما ان تسمعوا عن زيادة منحت من قبل ولي الامر حتى تتسابقوا على التهامها ثم لا يكفيكم ذلك بل تلتهمون ما قبلها وبعدها كما اصبحتم تتحينون الفرص وارباعها واعشارها لاي حدث في بقعة من بقاع الارض فنراكم تسارعون وفي لمح البصر على اقتناصها قبل ان تحين وفي مقابل ذلك نرى ان حالكم يتباطأ الى حد الجمود عندما يكون الحال عكس ذلك مما يصب في صالح المواطن ولعل اغرب ما نشهده عبر اسواقنا المفتوحة لكل شيء ان هنالك تناسقاً منتظماً لتلك الارتفاعات وكأنكم ايها الاحبة تسيرون خلف رجل واحد فاليوم ارتفاع في اسعار الارز وغداً السكر وبعد غد الشاي وهكذا البقية ثم يأتي دور المواد الصحية والطبية والملابس وغيرها دواليك ،ويبقى المواطن مشدوهاً ينظر الى تلك الارتفاعات التي تلتهم مدخراته تحت مظلة الفوضى الادارية وضعف الوازع الديني.انها دعوة مواطن محب لهذا الوطن واهله وحكومته ان يعيد اخواننا التجار هداهم الله النظر في تلك القضية التي بدأت تتفاقم وتتسع آثارها يوماً بعد يوم وخاصة ان وزارة التجارة التي يفترض ان تقوم بدورها المنشود لم نرَ منها شيئاً نلمسه. وكم اتمنى من رجال الحسبة وفقهم الله ان يتولوا القيام بدور المراقب للاسعار وتتبع الغش التجاري كما كان الحال في عهد النبوة وعهد الخلفاء الراشدين وليكن عملهم امتداداً لذلك الدور العظيم وخاصة في ظل تقادم انظمة وزارة التجارة وفساد القيم والمبادئ لبعض تجارنا هداهم الله ولعل هذا الدور المنشود سيحقق لهم الاجماع على الحب الذي يدور حوله خلاف منذ ان حصروا مهامهم وكم اتمنى ايضاً ان نكون جميعاً يداً واحدة في محاربة الفساد كما اكد ويؤكد دائماً خادم الحرمين الشريفين رعاه الله في كل محفل من المحافل والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store