Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ارحل !

إذا كان الشهيد التونسي الشاب محمد البو عزيزي هو شخصية العام وربما العقد أو القرن بأكمله ، فإن مفردة (( ارحل )) التي جابت ميادين وشوارع الكثير من العواصم العربية ، تستحق أن تكون هي مفردة العام .

A A

إذا كان الشهيد التونسي الشاب محمد البو عزيزي هو شخصية العام وربما العقد أو القرن بأكمله ، فإن مفردة (( ارحل )) التي جابت ميادين وشوارع الكثير من العواصم العربية ، تستحق أن تكون هي مفردة العام . لم يحدث طوال التاريخ العربي وربما البشري ، أن ارتقت كلمة واحدة لمرتبة الناطق الرسمي باسم شعب أو أمة ما . لكن كلمة (( ارحل )) لعبت هذا الدور لأول مرة في التاريخ أثناء موجة الثورات والاحتجاجات التي شهدتها بعض البلاد العربية .إن الشعوب العربية لخصت مطالبها في كلمة واحدة ، والسبب أن هذه المطالب ليست بالكثيرة .. والأهم أن هذه المطالب ليست لها أية علاقة بالتفاصيل التي يسكنها الشيطان كما يقول المثل الإنجليزي الشهير . المشكلة أن الكلمة التي أشهرها المتظاهرون والثوار الذين أصروا على أن تكون ثوراتهم سلمية ، لم تصل إلى آذان المعنيين . كل من طولبوا بالرحيل أبدوا عنادا مستميتا يشير إلى احتمال واحد هو : عدم معرفتهم باللغة العربية جيدا .ولقد أثبتت التطورات والأحداث ، أن هؤلاء الحكام فشلوا بدرجة امتياز في قراءة التاريخ ، ولم ينجحوا أيضا في فهم الشعوب التي يحكمونها .أذكر الآن كيف أن الجماهير بميدان التحرير بالقاهرة الذي اكتسب شهرة عالمية وأصبح ملهما لكل الحالمين بإقامة العدالة وبتحقيق الحرية والمساواة ، كانت تردد شعارا اكتسب شعبية كبيرة منذ أول يوم سمعه الناس فيه : (( ارحل يعني امشي / يمكن ما بيفهمشي )) . والمشكلة أن الشخص الذي تم توجيه الخطاب إليه ، أصر على ألا يفهم ، مما أدى إلى إطالة مدة المعاناة ومما أدى إلى مضاعفة حجم الخسائر التي تحملها الجانبان : الشعب والنظام .لو فهم رئيس النظام المصري السابق المفردة السحرية (( ارحل )) ، لاستطاع أن ينجو بنفسه من المصير المرعب والنهاية المأساوية التي يمكن أن ينتهي إليها .يبدو أن المسألة تتعلق بعدم الفهم . لقد رسب هؤلاء الحكام المخلوعون ، ولقد أكدوا رسوبهم عندما تمسكوا بخيار خوض امتحانات الدور الثاني . anaszahid@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store