Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

حقوق المرأة.. قبل وبعد

A A
في السابق، كانت الفتاة السعودية محدودة الاختيارات، لأنها تتأثَّر بنظرة المجتمع، فقد كانت خلال العقود الماضية معلمة أولاً، وطبيبة نادراً، وهناك أيضاً بعض الأعمال التي كانت تقوم بها بعض الفتيات في بعض الإدارات الأمنية التي تتطلب توافر العنصر النسائي للتعامل مع النساء. اليوم فُتِحَ المجال بكل الوزارات والإدارات وأيضاً الشركات، وأصبحت المرأة عنصراً هاماً في نهضة وخدمة هذا البلد.. ولكن تظل هناك فوارق بالقدرات الجسدية، وتحمُّل ضغوط العمل، وأيضاً هناك في بعض المجالات، وخاصة الإدارية منها، يتفوَّق الإنجاز لدى المرأة، التي لا تخرج من العمل لشرب الشاي، أو لتدخين سيجارة، أو لقضاء معاملات تخصها، في حين أن العديد من الموظفين الرجال يخرجون اعتباطاً لإضاعة الوقت الذي يملكه العمل، ولا يملكونه هم، ويتقاضون عليه أجراً.

الفتاة الآن موظفة، وفي أغلب الإدارات يودُّ المدير أن يكون الطاقم نسائياً بالكامل، لأنه متأكد أن العمل سيُنجَز قبل وقته المحدد، وأن عبارة: «راجعنا بكره، أو لسه ما خلصنا المعاملة» في قاموس المرأة، غير موجود.

المرأة، أُم وزوجة وبنت، وفي أغلب أحوال الموظفات لديها مسؤوليات بالبيت رغم الوظيفة، فمطلوب غذاء لسعادة الباشا الرجل، الذي هو بالغالب أيضاً موظف في أي قطاع، يأتي من عمله وتكون قد وفَّرت له الزوجة «الموظفة»؛ ولعياله الغذاء، حتى بوجود الخادمة، لابد أن تكون المرأة هي مََن تخدم زوجها، وبعد الغذاء يحتاج الزوج للراحة، في حين أن المرأة تكون مسؤولة أيضاً عن الأطفال، ومراجعة دروسهم، والاهتمام بالبيت، على أن يقوم سعادة الباشا «الزوج» بزياراته الخاصة، ثم يتكئ مع أصحابه في الاستراحة.

مع كل هذه المسؤوليات، هل من مراجعةٍ لقيمة ووقت عمل المرأة، من ضمير كل زوج مُنصف؟، وهل تدرس وزارة التنمية والموارد البشرية تقليص عدد ساعات العمل للمرأة، لتكون أقل من ساعات عمل الرجل، لكي نُحافظ على نسيج المجتمع والأسرة، لتكون المرأة منتجة ومربية؟!. يقول الشاعر: (الأم مدرسة إذا أعددتها... أعدتُ شعباً طيِّب الأعراق).

خاتمة:

القائد الناجح هو مَن يكسب الوقت مع العمل، ويُقدِّم الحوافز مهما كان جنس الموظف، ويُسهِّل الأنظمة لكي يساعد الموظف على تحقيق النجاح في وظيفته، ويكسب ثقة الجميع بحسن تعامله.. ولكن مع الأسف هناك بعض المديرين ممَّن يستغلون كل دقيقة من دوام الموظفة؛ ليأخذ منها ضعف طاقتها، من أجل أن يرتاح العنصر الذكوري في منظمته!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store