Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

الأمطار رحمة.. ولكن!

A A
تهطل الأمطار فتبتهج النفوس، وتسعد القلوب، وتُسرُّ الأعين بجمال الأجواء.. ولكن هناك مشاكل قديمة لم تُحَل في بعض مدننا، ومع كل موجة أمطار تتقطَّع السبل، وتظهر مشاكل تصريف المياه من مكانٍ لآخر، بين خفيف وممكن تجاوزها وبين اللا ممكن، والتي يتضرر منه المواطنون وممتلكاتهم، وهناك مشاكل أكبر ربما تُؤدِّي لحوادث أصعب، وهذا ما لا نتمنَّاه.

العالم من حولنا وكذلك بلادنا والجزيرة العربية عموماً، تتعرض لتغيُّر مناخي، وحسب خبراء الأرصاد، ستشهد بعض فصول السنة أمطارًا غزيرة ومتواصلة.. إذن ما الحل؟!.

لا تكفي الجهود المتواصلة من أمانات المناطق عموماً، وأمانة منطقة المدينة المنورة خصوصاً، وأنا هنا سأتكلَّم تحديداً عن المدينة المنورة، وما ينطبق عليها ينطبق على بقية المدن التي تتضرَّر بالأمطار.

فالأمانة لم تُقصِّر -حقيقةً- بعملٍ متواصل لشفط المياه، وفتح الطرق أمام المواطنين، وعمل كبير على مدار الساعة، ولكن هذه حلول مؤقتة، ونحن نبحث عن تصريفٍ مستمر، وحلولٍ دائمة.

نعلم أنه في العقود الماضية؛ لم يكن هناك إستراتيجية واضحة من قِبَل بعض الأمانات، ربَّما لصِغَر المدن، وعدم توسُّعها، وأيضًا كان هناك إهمالٌ في تخطيط بعض المدن، التي جعلت من طرق السيول منازل ومخططات.. مما ساهم في غرق بعض المنازل.

جاء الآن، وقت الحلول المستعجلة والمستدامة..، المستعجلة بكشف الأماكن التي شهدت أضرارًا أكثر، وإيجاد حلول تصريف سريعة، بربط هذه الأماكن بأقرب مشروع صرف عبر وسائل الصرف الحديثة، كي لا نشهد خلال الأمطار القادمة نفس الأحداث ونفس الأضرار.. والمستدامة عبر إرساء أي مشروع للطرق -سواء داخل المدن أو حولها- على شركات تتمتع بسمعةٍ حسنة، والتشديد على تطبيق أعلى معايير السلامة عند سقوط الأمطار، والمخطئ تُعاقبه الأمانة بشدة.

فهل يُعقل أن يُشق طريق -مثلاً- وسط الجبال، لم يمض عليه عامان حتى يُغلق بعد أن كاد يتسبَّب في إزهاق الأرواح مع أول موجة أمطار فوق متوسطة، أين وسائل السلامة؟!.

الحساب يأتي دائماً بالحلول، فمحاسبة المسؤؤل أولاً، ومن ثم وضع الأسس، كيف نُحَاسِب، ومتى يكون الإعفاء، ومتى يشعر المسؤول أيضاً بتقصيره ويُقدِّم استقالته.

الدفاع المدني، هذا الجهاز الهام بمنظومة الأجهزة الأمنية المختصة، يقومون بعملٍ جبَّار ومتواصل في كل الأوقات، وتزداد مسؤولياتهم وقت الأمطار، حيثُ يُلبّون النداء للإنقاذ من سيلٍ أو وادي أو طريق، رجال شداد يهمّون لإنقاذ الأرواح.. فالدفاع المدني بالمدينة المنورة يتمتع بكفاءةٍ عالية وجهودٍ مشكورة على مدار الساعة لتلبية النداء.

* خاتمة:

الأساسيات للمواطن قبل الجماليات، والراحة قبل النزهة وأماكن الاسترخاء.. العمل أولاً للحفاظ على الأرواح والممتلكات، ومن ثم التفكير بممشى يزيد النشاط والصحة.

باختصار، هناك ميزانيات ضخمة ودعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة للأمانات والبلديات الفرعية؛ يكفي ويزيد لجعل مدننا جميلة بكل الظروف والأوقات.. فهل من مُلبٍ للنداء؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store