إيصال الملاحظات للجهات ذات الصلة عبر الصحافة يسهم في سرعة وصولها إلى الجهة المعنية، واليوم أوجه هذه الرسالة للخطوط السعودية المتميزة في خدماتها وفي نقل كميات كبيرة من ماء زمزم مجاناً -لمن يرغب من الركاب- عبر عشرات السنين، وأتمنى أن تكشف السعودية إحصائياً هذه الأرقام وتتقدم إلى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية لتبين تميزها بنقل هذا الماء الذي لم تنقله أي شركة خطوط أخرى في العالم.
شرف الله هذه البلاد الطاهرة بوجود الحرمين الشريفين.. والمسجد الحرام بداخله بئر زمزم الذي جاء هبة من الله تعالى للسيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام عندما جاءت به إلى وادٍ غير ذي زرع وخافت عليه من العطش.. ومنذ ذلك الزمان وهذه البئر مستمرة في التدفق لتشبع احتياجات الزائرين والمعتمرين والحجاج الذين يأخذون عبوات من هذا الماء إلى بلدانهم ليوزعوها على أسرهم وأصدقائهم ومعارفهم حيث جاء في الأحاديث الشريفة العديد من الفوائد لهذا الماء المبارك «زمزم لما شرب له»، ثم جاء مشروع خادم الحرمين الشريفين ليقدم هذا الماء لكل العالم الإسلامي بطريقة نقية وصحيحة وحضارية، وقضى هذا المشروع على العبوات الملوثة والمزورة، وأصبحت العبوة تقدم بطريقة معقمة ومغلفة للحجاج من مراكز التفويج وقت مغادرتهم، وتقدم للمعتمرين من منافذ البيع الرسمية والأماكن المخصصة في بعض المطارات مثل مطار الملك عبدالعزيز الدولي.. إلا أن الملاحظ بعد انتهاء أزمة كورونا وفتح الرحلات الجوية الخارجية أصبحت معظم شركات الطيران الدولية الناقلة تراعي وضعهم وتسمح باصطحاب عبوة واحدة (مغلفة تم الحصول عليها من منافذ البيع الرسمية)، والخطوط السعودية في مطار جدة الدولي تسمح للمعتمرين فقط بشحن عبوة واحدة فقط لكل راكب.. أما الركاب المواطنين والمقيمين المسافرين على رحلاتها فلا يسمح لهم بذلك.. هذا القرار بحاجة الى مراجعة وتغيير لأن المواطنين والمقيمين -لهم أقارب ومعارف وأصدقاء- يفرحون بالحصول على جرعة من هذا الماء المبارك، وبعضهم يأخذ ماء زمزم لحاجته الشخصية في استخدامه في الشرب والمعالجة.. بل ان بعض المسلمين في بعض البلدان يستخدم هذا الماء في التداوي «زمزم لما شرب له»، ومنهم من يخزن جرعة بسيطة من هذا الماء ويوصي أبناءه بخلطه مع الماء المخصص لغسله قبل تكفينه، آملاً في رحمة الله.. ومن حق الركاب جميعاً أن يسمح لهم بنقل عبوة لكل راكب أسوة بالمعتمرين ومساواة في الحقوق مع باقي الركاب، واذا كان هناك سبب يمنع المسافرين المواطنين والمقيمين من شحن ماء زمزم لأنفسهم فأرجو أن نعرف السبب والمبرر المنطقي لذلك؟ أتطلع لرد الخطوط السعودية مع خالص الشكر والتقدير.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
