Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

موجز لأهم الأمطار!

A A
كنا قديماً، حين يعكر صفو عيشنا حرب أو كارثة، يتسابق أفراد العائلة للجلوس بالقرب من الراديو أو التلفزيون، لسماع (موجز لأهم الأخبار)، واليوم بمجرد دخول فصل الشتاء يجلس كل فرد من أفراد العائلة وحيداً مكتئباً في غرفته، يقلب شاشة جواله، يتابع تقارير الأحوال الجوية، مقاطع السيول الجارفة، وقرارات تعليق الدراسة الحضورية، حتى استحالت حياتنا اليومية؛ (موجز لأهم الأمطار)!

أسعد الله صباحكم قراءنا الأعزاء، موجز لأهم وآخر الأمطار نطلعكم عليها من خلال هذا العمود الصحفي المتواضع، بشيء من التحليل والتعليق، ونستهل موجزنا اليوم بالمطر أقصد بالخبر التالي:

"بناء على التقارير الواردة من المركز الوطني للأرصاد، وحرصًا على سلامة الجميع، فقد تقرر استمرار الدراسة يوم غدٍ عن بعد عبر منصة مدرستي"، هكذا يأتي الخبر كل يوم مما يضع أبناءنا الطلاب والطالبات بحالة قلق تؤثر على استيعابهم وتحصيلهم، مع أن تقارير الأرصاد متوقعة لأشهر ويمكن معها إقرار تعليق الدراسة مدة طويلة خلال فصل الشتاء لخلق حالة من الاستقرار والطمأنينة.

هذا وقد رصدت عدة فيديوهات رائجة ازدحام الشوارع وبطون الأودية بالسيارات رغم صافرات إنذار الدفاع المدني ورسائل الأرصاد التحذيرية، معرضين أرواحهم وأرواح أسرهم البريئة للخطر، ونتمنى تطبيق غرامات كبيرة تصل إلى 10 آلاف ريال بحق هؤلاء المستهترين، قياساً بما سبق إقراره بحظر تجول كورونا، كون السيول هي الأخرى من الكوارث الطبيعية.

هذا وقد غمرت المياه عدة شوارع وأنفاق وفلل سكنية، يحدث هذا رغم المشاريع الكبيرة التي تم إنجازها سواء بإنشاء السدود أو شق مجاري تصريف السيول، لكن جزءًا من الخلل الحاصل يعود لإهمال وضع منافذ موصلة لها، أو عدم صيانتها حتى انسدت بالأوساخ والنفايات، لذلك نتمنى تغليظ العقوبة ومضاعفة قيمة التعويض والغرامة بحق كل من تثبت مسؤوليته.

هذا ولا زالت بعض الجهات تكابر وتخاطر بأرواح منسوبيها وكأنها تملك حصانة ضد خطر السيول الجارفة، فاتحاد كرة القدم مثلاً يقيم المباريات بمواعيدها تزامناً مع تحذيرات الأرصاد، فيما لا تنوي المنشآت الخاصة تفعيل (العمل عن بعد) رغم مطالبات المرور وإدارة الأزمات، ولا أدري هل ينتظرون كارثة تحل بهم حتى يتعظوا أم أن أرواح الناس عندهم رخيصة لهذه الدرجة!

من جهة أخرى، فقد كست الثلوج والغيوم والأشجار والمسطحات الخضراء الروابي والمروج والجبال، ما يعد بوجهة سياحية أوروبية داخلية سواء من ناحية الأجواء أو الطبيعة متى استثمرت بحدائق عامة تتوفر فيها الخدمات البلدية المجانية، فضلاً عن فرصة رفع مخزون احتياطي المياه الطبيعية، متى استغلت الأمطار الغزيرة وغير المسبوقة وخزنت سريعاً بطرق صحية حضارية.

والآن.. وصلنا نهاية الموجز، نشكر لكم طيب المتابعة، في حفظ الله ورعايته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store