Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

أزمة الاقتصاد العالمي في العام الجديد

A A
في صباح هذا اليوم، سيبدأ انعقاد جلسات منتدى دافوس السويسري، بحضور عدد كبير من قادة الحكومات وصناع القرار، ورجال الأعمال وقادة الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، ورؤساء الوكالات الدولية وعدد من المدراء التنفيذيين من مختلف أنحاء العالم، والتي تناقش -بعد انقطاع الحضور الشخصي للمشاركين لأكثر من عامين بسبب جائحة كورونا- التحديات القصيرة المدى التي تتعلق بتجنُّب مخاطر حدوث ركود عالمي في عام 2023م، وتغيُّر المناخ وأزمة إمدادات الطاقة والغذاء.

وذلك بالتزامن مع أبرز تصريحات مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن عام 2023م سيكون صعباً على الاقتصاد العالمي بسبب ضعف النشاط الاقتصادي لمحركات النمو العالمي؛ المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين في وقتٍ واحد، وذلك بسبب الآثار الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى توتر في العلاقات الدولية، ورفعت أسعار المحروقات والغذاء إلى مستويات مرتفعة جدا، بالإضافة إلى اضطرابات في سلاسل التوريد الذي أدى إلى ارتفاع نسب التضخم ورفع معدلات الفائدة التي وضعتها البنوك المركزية لمحاولة التحكم في أسعار الخدمات والبضائع الأساسية.

ومن المتوقع أن المستوى العام للتضخم سيستمر في العام الجديد في الولايات المتحدة وأوروبا لعدم استقرار أسواق الطاقة، الذي يعتمد على مسار الحرب في أوكرانيا مع محاولة إيجاد بدائل للطاقة الروسية.

وهناك عامل آخر يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد وهو: التوتر العسكري والسياسي في عدة مناطق في العالم، مثل التوتر الأمريكي الصيني حول موضوع تايوان، والتوتر بين الكوريتين، وسباق التسلح في عدد من دول العالم، وكذلك المنافسة الشديدة بين أمريكا والصين في المجالات التكنولوجية الحيوية، مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وصناعة الرقاقات الإلكترونية.

ورغم ارتباط اقتصاد المملكة بالاقتصاد العالمي، إلا أن الاقتصاد السعودي -ولله الحمد- قوي ومتماسك، والتوقعات تشير إلى نمو الاقتصاد بنسبة 3.1% في عام 2023م و5.7% في عام 2024م و4.5% في عام 2025م مدعوماً بنمو الناتج المحلي للأنشطة غير النفطية، مع استمرار قيادة القطاع الخاص للنمو الاقتصادي، والمساهمة في خلق فرص العمل، وتحسُّن الميزان التجاري للمملكة، والاستمرار في تنفيذ برامج الرؤية المستقبلية 2030، والمبادرات الداعمة والإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى الموازنة بين المحافظة على الاستدامة المالية وبين زيادة معدلات النمو الاقتصادي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store