تفاهة غربية !

الشعوب الأوربية والغربية عموما ، كثيرا ما تجعلني أشعر بالدهشة السلبية .. أي تلك الدهشة الناتجة عن عدم الفهم .ماذا يعني بالله عليكم هذا الاهتمام الشعبي غير المسبوق بعرس سمو الأمير وليام ابن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ، على بنت الحسب والنسب وربة الصون والعفاف ، الآنسة كيت ميدلتون ؟!بدون شك فإن بنت عمك ميدلتون جميلة ، ويكفي أنها لم تستعن بمشرط جراحي واحد ليلعب في خلقتها كما تفعل نساء الطبقة الثرية في وطننا العربي . كما أن سمو الأمير الشاب وليام وسيم وابن عز وقد يصل إلى عرش بريطانيا العظمى ذات يوم .. لكن كل ذلك لا يبرر هذا الاهتمام الذي لا يمكن تصنيفه خارج دائرة العُته . وهل هناك عُته و (( عبط )) أكثر من أن يقوم الآلاف وقبل حوالي اسبوع من إقامة مراسم العرس الملكي ، بنصب خيام أمام قصر باكينجهام ، لاقتناص مجرد لحظات يتفرجون فيها على العروسين وهما يحييان الجماهير المحتشدة لرؤيتهما من إحدى شرفات القصر ؟!ما حدث قبل أيام مع الأمير وليام وعروسه كيت ميدلتون ، هو نسخة طبق الأصل مما حدث قبل وأثناء وبعد عرس والده ولي العهد الأمير تشارلز ووالدته الليدي ديانا سبنسر . بل إن حدة الاهتمام التي شهدها زفاف الأمير تشارلز والليدي ديانا ، كانت أشد بكثير من الاهتمام الذي تابع بواسطته ملايين الفارغين و (( الملاقيف )) حول الكرة الأرضية ، حدث زواج الأمير الابن وليام . المسألة كما يبدو عادة ، والاهتمام الهستيري الذي تابعناه ، هو جزء من الفولكلور الوطني البريطاني والغربي عموما . إنها شعوب خاضعة بشكل شبه تام لمؤسسات صناعة الرأي التي تسمى مجازا بالمؤسسات الإعلامية . ففي حين يموت كل يوم آلاف البشر نتيجة للجوع والفقر والحروب ، وبينما تدور عجلة الاستغلال بأبشع صورها في الدول الغربية نفسها ، يقوم الإعلام وقتما يشاء ، بصرف الأنظار التي لم تكن موجهة في الأصل للأحداث المهمة ، صوب أحداث مختلقة ولا يمكن تصنيفها خارج إطار التفاهة و (( الفضاوة )) والتعلق المرضي بالمظاهر البراقة .الغربيون بحاجة إلى ثورات شعبية على غرار الثورات التي اندلعت في العديد من البلاد العربية .anaszahid@hotmail.com