Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

رُخص المعلمين.. من المسؤول؟!

A A
بعد ما شاب ودّوه الكُتَّاب!!..

ربما هذا المثل ينطبق على المعلمين والمعلمات من ناحية التعسير عليهم، فبدلاً من تفريغهم لأداء مهامهم التعليمية والتربوية بالمدارس، وتحمُّلهم مسؤولية مغادرة الطلاب مع أولياء أمورهم بالمراحل الابتدائية، حتى آخر طالب ولو أدى ذلك إلى تأخُّر المعلم عن أبنائه ومنزله الذي ينتظره.

ربط الرخص المهنية بكافة مستوياتها «مُعلِّم مُتقدِّم ومُعلِّم ممارس».. إلخ، بالعلاوة السنوية، إن لم تحصل على هذه الرخصة في اختبارات ربما هي تعجيزية، رغم أنها ليس لها صلة بما يُقدِّمه المُعلِّم، الذي أصبح متأخراً من وجهة نظر القائمين على العملية التعليمية، ويجب إصلاحه.

قبل قبول الخرِّيج كمعلِّم؛ يخضع لاختبارات مهنية وقياسية صعبة ودقيقة، لا يتجاوزها إلا المميزون والعباقرة من خريجي الجامعات، ولكن ماذا بعد أن يكتسب المعلم خبرات السنين بالميدان، وينضج مهنياً من خلال ممارسة التعليم وزيارات المشرفين وتعليمات الإدارات التعليمية التي تُظهر فوارق في التقديرات والدرجات المكتسبة في نهاية كل عام، ما فائدتها وما هي حوافزها كقياس لجودة المُعلِّم؟.

هل اختبارات المعلمين هي القياس، أم أن مخرجات المُعلِّم على أرض الواقع تكون من خلال قياس جودة الطلاب، وأداء المعلم؟.

الغريب أن يُطلب من معلم تجاوز العشرة أعوام أو شارف على التقاعد؛ بقياس إمكانياته وإيقاف علاوته حتى لو بقي منها درجتان أو ثلاث، وكأننا نعاقب هذا المعلم على خدمته الطويلة، وإخلاصه وتميزه باختبارات قد يحالفه الحظ فيها أو لا، لأنني من خلال عملي بالتعليم إدارياً وليس تربوياً؛ شاهدتُ على أرض الواقع مُعلِّمين مُميَّزين ومخلصين لم يتجاوزوا هذه الاختبارات.. إذاً ما الحل؟!، في نظري لابد من إيجاد حوافز لمن يجتاز مثل هذه الاختبارات بعلاوة إضافية، أو أحقية الترشيح لدورات خارجية، أو الإشراف أو غيره.. أما إيقاف العلاوة فليس حلا، وربما هو حل لمن لا يحصل على التقدير العالي من المشرفين ومديري المدارس، لكي يجتهد في عمله، ويحرص على دوامه وحصصه، وبكل أمانة إذا طُبِّقت معايير العمل، سنجد بعضاً ممن لا يستحقون الاستمرار كمُعلِّم.

*****

* خاص.. مع التحية:

إدارة تعليم منطقة المدينة المنورة ومديرها الأستاذ ناصر العبدالكريم، تميُّز واضح في منظومة العمل، تشعر به منذ دخولك الإدارة، فلكل سؤالٍ جواب من موظفي الاستقبال، حتى وصولك لمكتب المدير، لا تجد إلا حُسن الاستقبال، مكاتب مفتوحة للجميع، وكذلك بقية العاملين بالإدارة، وما يعجبني حقاً أن مشكلتك ستُحل بالنظام وليس غيره، وتقدير الظروف بما لا يضر بالآخرين هو أساس العمل، والقسم الأهم «شؤون المعلمين»، ومديره الأستاذ سامي الذبياني، أعانه الله على مسؤولياته، التي تشمل المعلمين والمعلمات، رجل ابتسامته تُرحِّب بك، رغم ضغط العمل، يقنعك بوجهة نظره، وهي مصلحة العمل أولاً وثانياً وأخيراً.

تمنياتنا لجميع منسوبي التعليم بالتوفيق، فهم مَن يصنع من أبنائنا وبناتنا «جيل المستقبل» لوطننا الغالي.

* خاتمة:

تحويل التخصص لمعلِّمي الدراسات الإسلامية واللغة العربية عبر دراسة لفصلين دراسيين أو أكثر ببرنامج الاستثمار الأمثل، «جيد».. ولكن المشكلة تكمن في: ماذا بعد تغيير التخصص؟ لماذا يأتي اختبار الرخصة بالتخصص القديم؟.. هذا اختراع لم يسبق به أحد.. تدرس الاستثمار الأمثل ويُحوَّل التخصص، فيكون الاختبار بوادي والممارسة بوادي آخر!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store