Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

الإدارة بـ«الجعجعة»!

A A
بعض الناس يجيد فن التمثيل والتصنع ويتوهم أنه قادر على خداع كل الناس من خلال تقمص الأدوار المختلفة.. فالزوجة الكسول مثلاً قد تنام طوال النهار منذ خروج زوجها من المنزل وحتى يقرب موعد رجوعه من العمل، وحينها تبدأ في فعاليات الأنشطة المنزلية من كنس وترتيب أوضاع وطبخ... الخ، ويدخل الزوج المنزل ويجد الضجيج في كل أنحاء المنزل ويشفق على زوجته من إنهاك نفسها بكل تلك الأعمال.. لكن الزوج الحصيف لا تنطلي عليه هذه الحيل وسيطلب منها إنهاء تلك الأعمال المنزلية قبل قدومه لكي ينعم بالراحة بعد انتهاء دوامه وعودته إلى منزله..
هناك صنف من المديرين يشبه هذه الحالة.. تجده لا مبالياً ومتسيباً في عمله، لا يكترث بالتنظيم والإنجاز، وعندما يسمع أن هناك مسؤولاً كبيراً في منظمته سيزور إدارته فإنه يبدأ مهرجان تلميع الصورة بسرعة.. تجده يطلب من موظفيه ترتيب الأثاث والديكور في المكاتب ويوصيهم بالحضور المبكر مع مراعاة حسن المظهر، وحسن التعامل مع الجمهور، وقد يضع بعض اللوحات الإرشادية في المداخل ترحب بالمراجعين لكي يوهم ذلك المسؤول بأن المراجع موضع عنايته، وقد يخرج بعض التقارير الدورية القديمة عن بعض إنجازات العمل وخطابات الشكر التي تلقاها من جهات داخل المنظمة أو خارجها ليزيد من أعمال التجميل والخداع، وكل ذلك لإيهام الآخرين أن العمل يسير بصورة متقنة وبتفانٍ لا نظير له.بعض المديرين في الإدارة العليا لهم طرقهم في معرفة حقيقة ما يدور، ولا ينخدعون بما يرونه في تلك الزيارات القصيرة، وتلميع الصورة الآنية أمامهم لا يقنعهم ما لم يتأكدوا أن هذه الأعمال تتم بصورة مستمرة.. فالإدارة بالقربعة والجعجعة التي ليس من ورائها طحنًا، ولا تجدي نفعاً لهذا الصنف من المديرين الكسولين المتسببين في الفوضى والإهمال داخل المنظمة، وقد تطال قرارات المسؤول الحازمة هذا الصنف ويبعدون عن مناصبهم الإدارية ويستبدلون بمن هم أكفأ منهم، وفي ذلك ردعاً لهم ولأمثالهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store