Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حديث الأربعاء

كان صديقنا علي الحسون رئيس تحرير جريدة البلاد، يحدثني عن معلمي جيله في المدينة المنورة، بأسلوب يفيض حباً وتقديراً، طائفة من علماء الحرم النبوي الشريف، اختارت التعليم لتنشئ جيلاً وتؤسس لمستقبل بلد،

A A

كان صديقنا علي الحسون رئيس تحرير جريدة البلاد، يحدثني عن معلمي جيله في المدينة المنورة، بأسلوب يفيض حباً وتقديراً، طائفة من علماء الحرم النبوي الشريف، اختارت التعليم لتنشئ جيلاً وتؤسس لمستقبل بلد، أعادني حديثه إلى فترة أسبق عشناها في مكة في حضن علماء يعتبرون بحق المؤسسين الحقيقيين للحركة التعليمية رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد.كان المعلم في تلك الفترة قوام العملية التعليمية في البلاد.. لم تكن وظيفة المعلم وظيفة من لا وظيفة له كما يحدث اليوم، لقد كانوا يعتبرونها تكليفاً شرعياً وتشريفاً، فآثروها على غيرها من الوظائف، كانت هيئة التدريس في مدرستنا تتألف من علماء أجلاء، وعندما كنا في السنة الرابعة الابتدائية كان الذي يعطينا مادة الخط، العالم الأديب المؤرخ وكاتب مصحف مكة الشيخ محمد طاهر كردي.ودرسنا قواعد اللغة العربية على يد عالم اللغة والفلك والرياضيات السيد زيني كتبي.. وأخذنا علوم الدين على يد العلامة الشيخ عبدالله الخليفي، إمام وخطيب المسجد الحرام، أما مدير المدرسة السيد علوي شطا فكان شخصية في حجم مدير جامعة.كفاءات علمية ورجالات لها اعتبارها وحيثيتها، في الصباح يعلمون الصغار في المدارس وفي المساء يتحلق حولهم في الحرم الشريف المئات من طلبة العلم يتلقون الفقه والتفسير على أيديهم، هكذا كان صنف معلمينا في كافة المدارس، دون التقليل من العناصر الجيدة المعاصرة، وفي عالم يعتبر التعليم حجر الأساس في المنظومة التعليمية أجدنا في حاجة إلى الاعتناء به، اعتنائنا به بالأمس ولا يتحقق ذلك إلا إذا وفرنا له، المعلم الكفء.. المعلم المؤهل الذي يحمل خبرة تعليمية وتربوية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store