Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

العادات والتقاليد المنقولة عبر الحج

A A
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وله تأثير كبير في حياة المسلمين حيث أثر في الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية السلبية التي كانت سائدة في بعض المجتمعات الأفريقية، وقضى على بعض العادات الوثنية التي تتعارض مع الإسلام مثل التسري بالجواري والتعري وطرق دفن الموتى والزواج... الخ.

قدمت أمل بنت صالح الشمراني بحثاً قيماً عن العادات والتقاليد المنقولة عبر الحج لمؤتمر «طرق الحج في أفريقيا» الذي نظمته جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم.. ومن ضمن ما جاء فيه: كان في بعض الدول الأفريقية عادات غريبة مثل الضرب المؤلم لمن يعطس في مجلس السلطان ومن أراد العطاس انبطح على الأرض وعطس حتى لا يسمع صوته، ومن عاداتهم في السلام أنهم كانوا يجثون على الأرض وينثرون التراب على رؤوسهم لتقديم التحية.. ومن كان يموت من عامة الناس والفقراء لا يدفن وإنما ترمى جثته، ويقتصر الدفن على الأسر العريقة، وبدّل الإسلام هذه العادة الوثنية وأصبح الناس يغسلون موتاهم ويكفنونهم وينقلونهم للمساجد للصلاة عليهم ثم دفنهم.

كما تأثر بعض حكام أفريقيا بمراسم تتويج بعض الحكام المسلمين، حيث كان الملك الجديد يدخل الى قصر الحكم ويجلس على العرش وتضرب له الطبول وتقدم اليه شارة السلطة ثم يؤدي قسم الولاء وينتهي الحفل بتوزيعه للصدقات على الفقراء والمساكين.. كما غير الإسلام عادات الصراخ والعويل عند حدوث مصيبة الى الرضا بالقضاء والقدر.. كما اهتم سكان افريقيا بالضيوف واحسنوا إكرامهم وبعضهم قام بتوفير بقرة او بقرتين لأي دار فيها يتامى أو أرامل.. كما تأثروا بأداء الصلوات جماعة في المساجد واختلطوا بأفراد المجتمع، واختفت الكثير من الفوارق الطبقية والعرقية واللونية.

كما تزوج بعض التجار العرب والبربر من النساء السودانيات وذكر ذلك ابن بطوطة في رحلاته، ونتج عن ذلك الانصهار الاجتماعي مع الافارقة، وظهرت طبقة من الافراد تنسب نفسها للاصل العربي وانتشار اللغة العربية والتعاليم الإسلامية ضمن التراث الافريقي.. وظهرت عادات أخرى مثل الاحتفالات باستقبال رمضان وتوزيع الصدقات في ليلة القدر والاحتفال بختم القرآن الكريم وتقديم الأطعمة والصدقات.

بعد اختلاطهم بالمسلمين اندثرت عادات التعري لدى الخدم والجواري واصبحوا يسترون انفسهم بالملابس المناسبة الجميلة والحرص على الطهارة لأجل أداء الصلوات والاغتسال يومياً.. كما ان بعض النساء أصبحن يرتدين اللثام او الحجاب.. وكان الرجل في بعض المناطق يسمى باسم قبيلة أمه ويرث من ناحية الأم، وسيطر نظام الأمومة على الحكم في السودان الغربي وكان المتبع توريث ابن البنت او الأخت ولا يورث الابن.. ولما دخل الإسلام على هذه البلاد انتسب الجميع الى آبائهم وورثوا الحكم الى أبنائهم، كما التزم الرجال بعدم تجاوز أربعة نساء في الزواج وتقديم الصداق لهن حيث تأثروا بعادات المسلمين اثناء مرورهم بمناطق اثناء رحلة الحج.. وتأثروا أيضا بلباس اهل الحجاز والشمال الافريقي مثل الملاحف والقميص السويسي والجلاليب، ومن بين الاحتفالات التي انتشرت الاحتفال بالختان والزواج ومشاركة كثير من الأقارب والمعارف في ذلك.

بفضل الاسلام عرفت تلك المجتمعات قلة الظلم والعناية بالايتام والارامل والابتعاد عن التمييز العنصري.. وانتشرت الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية الحسنة والانصهار الاجتماعي والعيش بسلام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store