Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. عبدالله السالم

خالد الفيصل.. هيبة أمير وتواضع إنسان

A A
يقول ابن المقفع: «يحتاج الحاكم إلى رأيين، رأي يقوي سلطانه، ورأي يزينه في الناس»، ومن بين ذلك حسن تعامله معهم، وقضاء حوائجهم ونصرة الحق، ويترتب على تصرفاته بناء صورة إيجابية عنه وازدياد شعبيته.. ولا غرابة أن نتأثر بجوانب تعجبنا في شخصيات هؤلاء القادة.

الأمير خالد الفيصل شخصية عامة معروفة في العالم بخلقه -ولا أزكيه على الله-، وما بينه وبين ربه لا يعلمه إلا هذا الرب العظيم.. لكن رؤيتك لجوانب إنسانية من شخصيته -في مواقف عديدة- تجعلك تتأمل حساسيته وذوقه في التعامل.

تناقلت وسائل التواصل مؤخراً موقفاً مؤثراً لسموه في إحدى الفعاليات وهو يمشي محاطاً بمرافقيه وهو يتقدم نحو فتاة كانت تترقب مروره لتلتقط له صورة -وأعاق أحدهم ذلك- فإذا بالأمير خالد ينتبه ويتقدم نحوها لتصوره قائلاً: «هذه صورة خاصة لك»، وترد عليه الفتاة: الله يعطيك العافية شكراً لك.. كثرت التعليقات على هذه اللقطة الجميلة، واعتبرها المشاهدون ردة فعل عفوية تعكس ذوق الأمير وتواضعه.. ولا تخلو حياة الأمير يومياً من مثل هذه التفاعلات الإنسانية.

ومنذ أن عين سموه أميرًا لمنطقة مكة المكرمة في 29/4/1428هـ لا أحد يستطيع منع مواطناً أو مقيماً من إيصال صوته إلى سموه، من خلال مجلسه بالإمارة أو وسائل التواصل المتاحة.. وعندما باشر سموه عمله تبعه بعض معجبيه من الأساتذة والمثقفين والمشايخ ليلتقوا به في مجلسه العامر بجدة «فالمجالس مدارس»، وبعضهم يعتبر حضوره المجلس إثراء لمعرفته وخبراته لأنه يتعلم من حوار الحاضرين.. ولا يخلو مجلس الأمير أيضاً من ذكر بعض القصص التي توضح تأثره بالملك فيصل -رحمه الله- وأنه تعلم منه الكثير.

من بين المواقف التي أتذكرها.. حضر لمجلسه مرة أحد الشباب ليخبره فرحاً بأنه حصل على شهادة الدكتوراه! فإذا بالأمير يخبر الحاضرين ويصفق له -استحساناً- ويطلب الشاب التقاط صورة سيلفي معه ويوافق الأمير..

وذات مرة اصطحب مدير تعليم منطقة مكة المكرمة سابقاً عبدالله الثقفي (رحمه الله) إلى المجلس أحد الطلاب المتفوقين في الثانوية، وأشاد بنبوغه أمام الأمير وأن تشجيع والدته وراء تفوقه، فيلتفت إليه بحنو ويهنئه ويقول له: إذا نجحت بمشيئة الله ورغبت في إكمال تعليمك الجامعي، فإني أعرض عليك منحة للدراسة في جامعة عفت، فصفق الحاضرون.

وذات مرة استأذنت سموه بأني أريد أن أحضر طلاب الماجستير الذين كنت أدرسهم في ذلك الفصل ليستفيدوا من بعض المناقشات المطروحة، ووافق سموه وحضروا واستمعوا له وانبهروا بأسلوبه الراقي.

سموه خريج جامعة أكسفورد العريقة، ويستمتع «بمواضيع الثقافة».. تجد عمقاً في أحاديثه يعكس عقلية المفكر والمثقف الذي يسعى لترسيخ الاعتدال في المجتمعات وتشجيع الحوار مع الثقافات للتعايش السلمي بدلاً من الصدام، وترأس سموه مؤسسة الفكر العربي التي التزمت بتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة ومبادئها وقيمها في ظل الهوية العربية المتلزمة بنهج الحرية المسؤولة.

قال أحد الفلاسفة: «ندنوا من العظمة كلما ندنو من التواضع».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store