Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الزهايمر بين الرياضة الذهنية والخلايا المناعية!!

A A
الخلايا العصبية كما الخلايا العضلية وغيرها من الخلايا هناك ما ينميها ويحافظ عليها وهناك من العوامل ما يؤثر سلبًا عليها، فخلايا الذاكرة خلايا عصبية ذات وظيفة خاصة فبالتالي تحتاج بالإضافة إلى العوامل العامة إلى ما يدعم وظيفتها الخاصة من تخزين المعلومات وتذكّرها واسترجاعها يعني نوعية خاصة من التعامل.

ووفقًا لنظرية ما فوق الوراثة Epigenatic Theory فإن جينات الذاكرة التي يتسبب عطبها في مرض الزهايمر لها علاقة بأنماط (أساليب) الحياة، ووضحت في مقالة سابقة الفرق بين الزهايمر الحقيقي والزهايمر الكاذب، لأن هناك من يخلط بين النسيان المتكرر وبين الزهايمر، كما شرحت في مقالة أخرى بعنوان «الوراثة وما فوق الوراثة» أن الأساس في الأمراض أن تكون وراثية تبعًا لجينات أحداثها إلا أنه تبين أن هناك عوامل فوق الوراثة يمكن أن تسرع أو تثبط تلك الجينات في أحداث المرض، وتنفرد خلايا الذاكرة بأحد تلك العوامل دون سواها من خلايا الجسم وهي كونها مرتبطة بخصوصية الوظيفة التذكّرية التي قد تحتاج إلى تمارين (رياضة) ذهنية نوعية فكلما كان الإنسان يمدها بالتدريبات والتمارين الذهنية كلما حافظ على «عضلات» التذكّر وساعد في سعة ديسكاتها التخزينية وقوة استرجاعها.

إن خلايا الدماغ الخاصة بالذاكرة قد تصاب بالخمول والكسل وبالتالي ينتج عنها مكونات بيولوجية نانوية (بروتينات) تتراكم مع الوقت قد يتعضد عنها المساعدة بظهور الزهايمر لذلك فإن التواصل الاجتماعي المقرون بالمحفزات الذهنية في جميع أشكالها اللغوية والعددية وبرامج الألعاب الذهنية والعقلية والتحليلية يعد عاملاً مهماً لإبعاد شبح الزهايمر عن خلايا الدماغ ويحتاج الإنسان لممارستها كلما تقدم في العمر.

أما العامل الآخر والمهم كذلك فهو دور الجهاز المناعي في حماية وحفظ وصيانة خلايا التذكّر وصيانتها مما يترسب عنها من مكونات بيولوجية ضارة، فدور الجهاز المناعي اللمفاوي في صيانة خلايا التذكّر وديسكات التخزين الخلوية كبير جدًا ومما ثبت حديثًا أن خلايا الدماغ ينتج عنها ترسبات بيولوجية ضارة يعمل جهاز المناعة عبر السائل اللمفاوي على التخلص من تلك الترسبات الضارة والتي منها بروتين بيتا أميلويد المسبب للزهايمر فإن تركت مع الوقت تتراكم وتعمل على طمس ملفات الذاكرة وتهكيرها وسلبها وظائفها التي منها قدرة الاسترجاع لذلك يؤكد بعض الباحثين ومنهم شارون كوهين اختصاصية الأعصاب السلوكية التي تعمل كمدير طبي في برنامج تورنتو للذاكرة في كندا أن خلف الزهايمر علاقة بين خلايا الذاكرة والخلايا المناعية واليوم هناك محاولات علاجية تعتمد على تفهم هذه العلاقات الذهنية والمناعية وارتباطها بأنماط الحياة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store