المتتبع لحركة المجتمع يلحظ ظاهرة أخذت تتنامى مع الأيام وتزداد، وما من أسرة اليوم إلا وفيها شاب عازف عن الزواج مع العلم أن سنه قد تعدى السن المجتمعية للزواج التي هي ثلاثون عامًا.
وعند الاجتماع في المناسبات واللقاءات الاجتماعية الكل يدين المجتمع بتنامي هذه الظاهرة واهمال حلها، البعض يتهم الجامعات ببعدها عن المجتمع وعدم تقديم دراسات وحلول، وآخرون يرمون الحمل على الآباء والأمهات بعدم تبنيهم لمشاريع زواج ابناءهم وأولادهم وسكوتهم على ذلك، وهناك من يقول أن الشاب بحاجة الى محفزات لكي يتزوج وأول تلك المحفزات توظيفه لان في توظيفه توظيف لزوجته والعكس غير صحيح، وثاني المحفزات هو تهيئة السكن وتسهيل الحصول عليه بما يضمن التمليك بأقساط وقروض غير مرهقة لكاهله المالي، وثالث المحفزات تقديم معونة مالية لكل من يرغب في الزواج وتتبنى ذلك وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتساعد الشاب على تكاليف الزواج الاجتماعية.
ويرى البعض أن هناك حلولاً اجتماعية تساعد على الزواج مثل فكرة الزواج الجماعي بإتاحة الفرصة لإقامة خمسين أو مئة زواج في ليلة واحدة لتخفيف التكاليف، وكذلك إنشاء منصة تحت اسم منصة زواج تساعد غير المقتدرين من الشباب، والبعض يرى أن الأمر يحتاج إلى توعية الشباب بأهمية الزواج.
وهناك من يرى دراسة موضوع الخلع التي زادت حدته وارتفع مؤشره فتسبب في إعراض الشباب عن الزواج ولم يعد لديهم ثقة في الشابات لأنهن استسهلن الخلع وأصبح لأقل اختلاف مع الزوج يطلبن الخلع ورمي الأطفال في حجر أبيهم لذلك يقترحون أن تكون هناك دورات تدريبية لقيادة الحياة الزوجية قبل الإقدام على الزواج تستهدف توضيح مفاهيم العلاقة الزوجية وتمتينها عبر توجيهات دينية وأسرية واجتماعية.
وجميل جدًا أن يشارك بعض رجال الأعمال في مناقشة مثل هذه الامور الاجتماعية من أمثال الشيخ إبراهيم السبيعي الذي كان سببًا في طرح هذا الموضوع وترجمت أنا هنا شيئًا مما ذكره وطرحه من أفكار عملية ومن ذلك إضافة لما ذكره من محفزات هو أن تكون في كل حي جهة اجتماعية رسمية تسمى «توافق» عبر منصة لها تعمل على التوفيق بين الشباب والشابات في الزواج، وأعتقد جازمًا أن أمرًا كهذا يهتم به اجتماعيًا ورسميًا وستكون له ردودًا إيجابية على الحياة الاجتماعية مستقبلاً، فهل سيحظى الشباب بتنفيذ شيء من أموره عمليًا.. أرجو ذلك، بقي أن أتحدث في مقالة أخرى إن شاء الله عن العكس.. لماذا يقبل كبار السن من الرجال على الزواج؟
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
