Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

إعادة قراءة وتصحيح التاريخ الإسلامي

A A
التاريخ هو السجل المدون به كل أحوال الأمم بما في ذلك حياتهم ومتغيراتها ومنجزاتهم بكافة صورها، فهو كالمرآة التي تعكس تلك الصورة التي كانوا عليها وتراها من بعدهم أجيالهم المتوالية، وبالرغم من هذه الأهمية التي يحتلها السجل التاريخي للأمم إلا أن التزوير والتضليل قد يتخلله بأيد بشرية، فالعبارة المعروفة تقول: إن التاريخ دوماً يكتبه المنتصرون، وهذه حقيقة لا جدال فيها، وانطلاقاً منها يستوجب إعادة كتابة التاريخ برمته لكل أمة حكمت، لذا يستوجب علينا نحن كأمة عربية وكأمة إسلامية أن نخصص جهات رسمية مختلفة الجنسيات وعلى درجة عالية من العلم والدراية والثقة كي تتولي قراءة تاريخنا ونبشه علمياً وإعادة تصحيحه، فكما نعلم أن التاريخ الإسلامي قد حكمته دول ذات صفة وراثية كانت على النحو التالي: الخلافة الراشدة، الدولة الأموية، الدولة الأموية في الأندلس، الدولة العباسية، الدولة البويهية، الدولة السلجوقية، الدولة الفاطمية، الدول الزنكية، الدولة الأيوبية، الدولة المملوكية، الدولة العثمانية.

فجميع الدول السابقة عدا الخلافة الراشدة كان حكمها ذا صفة وراثية، وهذا يؤكد لنا أن كتابة تاريخ كل دولة منها قد دون تحت ظل وتعليمات قياداتها مما سيترتب عليه الكثير من المغالطات والمبالغات والمكذوبات في كتابة تاريخ الدولة وفي المقابل التشويه المتعمد لتاريخ الدول المنافسة أو المعادية لها في تلك الفترة، وحتى بعد الدولة العثمانية نجد أن الدول العربية تحديداً كان حكمها وراثيًا أو شبه وراثي بالإضافة إلى حالة الضغينة والكراهية التي زرعها المستعمر وقبله الدولة العثمانية وخاصة بعد تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة بموجب اتفاقية سايكس بيكو الملعونة التى كانت تهدف إلى جعل كل دولة أو مجموعة دول منها تحت حكم الانتداب البريطاني والبعض الآخر تحت الانتداب الفرنسي والتي أدت تلك الاتفاقية إلى تسليم فلسطين إلى اليهود ونهب ثروات الوطن العربي والحرص على بقاء شعوبه تحت وطأة الجهل والنزاعات الطائفية والمذهبية.

وحتى يعود الوطن العربي بثرواته وشعوبه إلى دائرة نفوذهم لابد من نبش تاريخهم وتصحيحه وإعادة برمجة علاقات شعوبه على المعرفة المنتجة للمستقبل لا الصراعات المنتكسة إلى الماضي الأسود.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store