Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الوعظ السلبي وروايات لا تصدق!

A A
هناك بعض من الوعاظ المتحمسين للدين من يلصقون روايات كاذبة وقصصاً واهية وينسبونها للرسول صلى الله عليه وسلم أو للصحابة رضوان الله عليهم، تخالف العقل والفطرة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، وأمثلة ذلك كثيرة، وتساعد وسائل التواصل اليوم على توسيع دائرة نشرها مما يتسبب في الإساءة للدين ولرسولنا الكريم والصحابة، ومن ذلك القصة المكذوبة التي نقلها أحد الوعاظ من أهل السنة التي افترى فيها على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والعجيب أنه يحدّث بها وكأنها واقع وحدث صحيح ويتهلل وجهه فرحًا بها وجزلاً بأحداثها، والقصة كما هو معروف مختلقة وأضعف روايتها الشيخ الألباني ولا يمكن لعاقل أن يصدقها، فهل أحد يصدق أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب أن يتزوج بنت سيدنا علي بن أبي طالب في عمر خمسة سنوات وأن علي أرسلها إلى بيت عمر، وقال له سوف أرسلها لك وأنت أنظر النظرة الشرعية، فبعد أن أرسلها والدها ومعها غرض توصله إليه كشف عمر عن ساقها بعد أن نظر إلى وجهها واستنكرت عليه ذلك فلما عادت إلى أبيها اشتكته.

أراد الواعظ بهذه الرواية أن يستشهد في جواز الزواج من القاصرات وأنه من عمل السلف والصحابة، وهدف بذلك لاستمالة القلوب ومثله يعاني من ضعف علمي في علم الحديث ومعرفة صحة الأحاديث أو الاهتمام بها وبدقة الرواية والقصص المروية عن الصحابة.

لذلك هناك روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم وقصص عن الصحابة كاذبة أو ضعيفة جدًا يتداولها الناس وكأنها من الدين وكما ذكرت ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على نشرها، قد يؤخذ بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال وبشروط محددة ولا يمكن أن يلتفت إليها في غير ذلك لأن لدينا بديلاً عنها الأحاديث الصحيحة التي تغني عنها حتى في فضائل الأعمال ما دام ثبت ضعفها جدًا ومادام أن هناك الصحيح، وكذلك يجب التثبت عند تناقل القصص والروايات عن الصحابة رضوان الله عليهم لأن في ذلك تشويهاً لهم فهم خير القرون وهم من رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتناقل الروايات الضعيفة جدًا أو الكاذبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صاحبته في بعض القصص وتداولها تلقي بظلالها السيئة على الدين والمجتمع وتتسبب في انعكاسات سلبية في أذهان الناس وقد تقود إلى عدم الثقة والتشكيك في الدين وتشويه الصورة الذهنية عن الصحابة رضوان الله عليهم وذلك لعمري جريمة وأي جريمة لا تقبل حتى ولو كان الهدف منها وعظًا وإرشادًا واستدلالاً لإثبات أمر شرعي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store