تُعد الزلازل من أكبر الكوارث التي تصيب الدول المتعرضة لها وتمتد أضرارها إلى وقوع ضحايا وإصابات وأيضا أضرارًا اقتصادية خلاف مشاعر الفقد والحزن الذي ينتاب المتضررين بمختلف شرائحهم وأعمارهم.
الزلازل بطبيعتها تنشئ هزة أرضية طبيعية تحت سطح الأرض سببها تحرر الضغط المتراكم عبر الشقوق الأرضية الجيولوجية نتيجة لنشاط بركاني أو تزحزح في الصخور، وهي بلاشك هول ومصيبة شديدة على المتعرضين لها وشاهدنا ذلك مؤخرًا بدولتي تركيا وسوريا الذي خلف أكثر من 50 ألف قتيلا وإجلاء مئات الآلاف وانهيار آلاف المباني التي تساوت مع الأرض مما جعل الكارثة كبيرة والفقد عظيم.
وبناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله بإطلاق الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا كان الشعب السعودي كالمعتاد على أهبة الاستعداد لتلبية توجيهات القيادة الرشيدة بتقديم التبرعات التي تجاوزت 460 مليون ريال شارك فيها أكثر من مليوني شخص للمساهمة في توفير المأوى والعلاج للمتضررين والمحتاجين وتوفير الأدوات الطبية والمولدات الكهربائية من خلال منصة ساهم التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
هذه الحملة الشعبية ليست وليدة اللحظة بل سبقتها حملات شعبية لإغاثة دول من منطلق إنساني وأبرزها سوريا وفلسطين وغيرها من الدول بقارات العالم المختلفة وهذا ما اعتاد عليه هذا الوطن المعطاء الذي دائمًا ما يستجيب لدعوة القيادة الرشيدة لتخفيف الآثار عن الشعوب المتضررة ويأتي تأكيدًا للوقوف مع كل الشعوب في جميع أنحاء العالم انطلاقًا من الدور الكبير للمملكة العربية السعودية الدائمة في هذا الشأن مستندة إلى أن العمل الإنساني والإغاثي لا دخل له بأي اعتبارات أخرى ولتسجل على مدى عقود أرقاما كبيرة على صعيد الإغاثة والعون لعدد من الدول المتضررة حول العالم لتحظى بإشادة الدول والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالعمل الإغاثي والإنساني ولتؤكد خلو مساعيها الإغاثية لدفع البلاء والضرر عن الإنسانية في العالم أجمع من الاعتبارات أو الأغراض السياسية أو العرقية أو غيرها فهي بحق نبراسًا ومنارةً للأعمال الإغاثية والإنسانية.
حاتم سعد العميري
@Hatem1403
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
