Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سلاح الدعاء

No Image

A A
عندما اكتُب عن كارثة تركيا وسوريا لا أكتُب بحبر القلم؛ بل أكتُب بدماء القُلوب، فعُذراً إن ظهرت بعض الجراح على السُطور، سئمتُ واكتفيتُ من الكلام، فآثرتُ الصمت وسلاح الدعاء ممزوجا بالدموع ‫سأدعو، وأدع الدمع يتكلم بدلاً عنى والدعاء يخترق السماء ولأننا مسلمون نُتقن فن الاستغفار الدعاء ومعجزاته في كل أحوالنا (أثناء الظلم أو القهر أو الكوارث والمصائب) فهو متاح لنا في كل وقت وحين هذا لا يعني أننا لا نعي ما يدورُ من حولنا، بل في ذلك إرضاء لرب العالمين لأنه أمرنا به، وقال عز من قائل (ادعوني استجب لكم) وقال (أنا قريب من الداع إذا دعانِ) قال الله تعالى (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا).

كلنا وجب علينا الدعاء وبإلحاح فهو مخ العبادة كي نختصر به مسافات الألم والإحباط والفشل، أحيانا تعجزُ كلماتنا عن وصف إحساسنا، ويُصبح صمتنا ودعاؤنا أصدق تعبير عن ما بداخلنا، عندها تبدأ الكلمات بالتساقط ويأتي دور الاستغفار والدعاء ليُعبر عن معانٍ عجزت الحُروف عنها، لا تحسبوا دعواتنا ضعفاً، بل هي فنٌ، فإذا أتقنته أصبحت مُبدعاً في تقربك من الله، دعائي يعني يقيني بأن هناك قوة أكبر من حروفي ومن كل قوة، في الأرض رضاي، وصبري لا يعني عجزي، ودمعتي لا تعني ضعفي، فنحن أقوياء بالاستغفار والدعاء وطلبي وحذري لا يعني خوفي، دعواتي جسورٌ أعبُرها لأصل إلى القمة.

حينما يتحدّث الدعاء، تنطلقُ الهمساتُ بلا توقف، نشعُر بالحروف تخترق كل السموات بسرعة إعجازية خارقة وتستقر أمام الله ليستجيبها لنا ويحقق مطالبنا في زمن تلف فيه القضايا وتؤجل لكنه الله، يقول للأمر كن فيكون.

فالإنسان العاقل هو الذي يُغلق فمهُ عن المهاترات والإشاعات والقيل والقال ويلجأ إلى حول الله وقوته، اللهم إنا نبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى حولك وقوتك، أن تصلح أحوال المسلمين في بقاع المعمورة وتجنبهم الزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن.

حفظ الله بلادنا السعودية وشعبها من كل مكروه، اللهم أجبر شعب تركيا وسوريا وكل بلد إسلامي تعرض لزلزال أو بلاء جبراً يليق بجلال وجهك وسلطانك، اللهم أرنا عجائب قدرتك باستجابة دعواتنا آمين.

حنان حسن الخناني

@HananHa00500728

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store