Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيف تُدار إيران؟!

No Image

A A
لا يختلف اثنان عن أن إيران تُعتبر منذ القدم من الدول الكُبرى والعظمى في وقتٍ من الأوقات وكان لها النفوذ الأكبر حتى على بلاد العرب لا سيما القريبة منها وكانت مؤثراً قوياً في الحضارة الإسلامية من خلال فكر بعض أفرادها بعيداً عن الأنشطة العسكرية وخلافها، إلا أنها لم تحظ بقيادات أكثر حكمة وحنكة على مر تاريخها إبان كسرى وحتى اليوم ذلك أنهم يُغلّبون جانب القوة على جانب العقل والمنطق في كثير من الأحيان لذلك تجدهم يُنشئون المليشيات ويزرعونها في البلدان الأقل قوة ونمواً كما في لبنان والعراق واليمن وسوريا وبعض دول أفريقيا كنيجيريا وغيرها ولا شك أنها كانت مليشيات تدميرية ومؤثرة على تلك الدول ومع ذلك حتى على هذا الجانب كانوا ولازالوا يتعرضون لخسائر فادحة لأنه انتهى مع صعود قوة العرب وانتباه دول أوروبا وأمريكا لهذا الخطر ومع ذلك لا زال الإيرانيون يستخدمون قوتهم في العراق مرة أخرى.

فالفرق بين قيادات دول أوروبا والعرب وإسرائيل وبين إيران هو العقل حتى جانب القوة فهاهي إيران تتلقى الضربة تلو الأخرى من إسرائيل ولا زالت مصرة على تخصيب اليورانيوم وهذا دليل على أن إيران كالثور يترك كل شيء ويتجه لضرب الجدار على الرغم من أن الباب مفتوح وهو كذلك.

العالم أجمع يود الوقوف مع إيران حتى العرب أنفسهم يقولون لإيران دعونا نبني الحضارة ويعم الوئام بيننا إلا أن الثور الإيراني لازال يضرب برجله الأرض ويركض خلف صاحب العلم الأحمر ويختفي لتجد نفسها أن مشاريعها التي تبنيها إنما كانت سراباً لتقف وحيدة والعالم من حولها يترقبها متى تتوقف وتسقط كالثور ليتم تقسيمها وإنهاء جنون البقر الذي أودى بحياة آلاف الأبرياء وآلاف المفكرين والشعب الإيراني برمته إلى الخطر والهلاك والسبب عقل قياداتها الذي نأمل أن يُدرك ذلك قبل أن يتم زوال ملكه بالكلية من الخارطة العالمية، ويمكن أن نعطي مثالاً واحداً على تلك العقلية وذلك الفكر الذي يجعلك تعلم كيف تتغلب على إيران، حينما انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي خرج المتحدث العسكري الإيراني وقال سنقوم بإغلاق مضيق هرمز! وكأن المضيق ملكه ونسي أن المضيق يُعتبر شريان العالم أجمع ولا يمكن أن يقف العالم مكتوف الأيدي حيال هذا الخطر العالمي كون 30% من النفط العالمي على الأقرب يمر من خلاله ما جعل وزير الخارجية يخرج مرة أخرى ويعتذر، ثم بدأنا نسمع عن إيقاف سفن تجارية في المضيق ثم تفتيش الحمولات ثم زرع الألغام البحرية وكل ذلك على مرأى العالم وهي بذلك جيشت العالم عليها بسبب رعونة في العقل السياسي لأن أنشطته التجارية والاقتصادية ومصالحه القومية أصبحت في خطر.

هذا مثال واحد على العقلية السياسية الإيرانية التي لن تنجح أبداً إلا إن كانت الإدارة التي تقود الاتفاق فاشلة كما هي إدارة أوباما كما قال عنها سمو الأمير تركي الفيصل -حفظه الله- أو إدارة بايدن التي تعتبر خلفاً لإدارة أوباما ونرجو ألا تكون كذلك ولكن يبدو أن الرئيس السابق ترامب كان قد قال كلمته تجاه الإدارة التي أعقبته أنها أودت بقوة أمريكا إلى الحضيض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store