الطلاق العاطفي

أصبحنا غُرباء بعد ما كنا سوياً، أصبحنا أعداء ونحن من تغنى بالحب أولاً، كيف يمكن للأيام أن تبعثرنا هكذا؟!

كيف يمكن للأوقات أن تفرّق شملنا، يجمعُنا بيتٌ واحد، ولكن في الحقيقة تفصلنا أميال، مرتبطون متفرقون، حاضرون غائبون، ولكن تحت سقفٍ واحد، أحتاج للحديث معك، ولكنّي لا أجدك، وتحتاج أنت للحب، ولكن لم تعْد تستمده مني، لم أعُد أراك سندي الأول، ولم تعُد تراني زوجتك المدللة، لم أعُد أتلهف لسماع حديثك، ولم تعُد تستقبلني بحرارة، ولم يعُد هنالك شيء يجمعنا سوى تلك الوثيقة الموجودة في أحد الأدراج، لا حُب، لا رسائل، لا حديث ولا حتى ضحكات متفرقة، وكأننا قد انفصلنا، لكن دون وثيقة طلاق رسمية.

وهذا ما يعرف بالطلاق العاطفي، هو ظاهرة منتشرة في الوقت الراهن.. فما الأسباب، الآثار والحلول؟

تختلف الأسباب حسب الأشخاص وحسب الظروف المحيطة بهم، منها: عدم فهم الزوجين للحقوق والواجبات الزوجية بالشكل الصحيح، سوء المعاملة، عدم التقبل، كثرة الخلافات والمشكلات المادية.

ومن مظاهر هذه الظاهرة، عدم وجود تفاهم بين الطرفين مع كثرة الخلافات، واختفاء لغة الحوار بين الزوجين، وعدم الرغبة في وجود الطرف الآخر، والانفصال الجسدي بحيث يبقى كل طرف في غرفة منفصلة، عدم وجود أنشطة مشتركة بين الزوجين، فتكون الحياة الزوجية مملة وروتينية.

ويترتب على الطلاق العاطفي مجموعة من الآثار السلبية، منها: عدم وجود علاقة مستقرة بين الزوجين، وتفكك الأسرة، ومن أكبر المشكلات الأثر السلبي على الأبناء وانعكاسه عليهم بصورة موحشة، مما يولد لديهم الكثير من المشكلات، منها: الجفاف العاطفي، الانحراف، البحث عن الحب والاحتواء لدى أشخاص آخرين، وخاصةً في فترة المراهقة، والعزوف عن الزواج بسبب الخوف من خوض التجربة.

ونظرا لأهمية هذا الميثاق الغليظ، والقدسية التي عظمها الله عز وجل تجاهه، فإنه لابد أن نحافظ على هذا البناء بأفضل طريقة، وحين نواجه مشكلة حيال هذا الأمر ويصعب علينا حلها، فمن الأفضل أن نستشير ذوي الخبرة والأخصائيين، لأنهم يستطيعون فهم المشكلة من جميع الجوانب وتشخيصها بشكل دقيق ومحايد.

في الختام أهديك بعض النصائح لتكون حياتك الزوجية أجمل:

شارك اهتمامات الطرف الآخر وهواياته، وابنِ لغة حوار مشتركة بينكما، واحرص على زيادة الصراحة والوضوح، فلا قيمة للعلاقة إن لم نكن نعيشها بحب واحترام.