Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

مسالخ.. ومستشفيات!!

A A
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء.. كفانا الله وإياكم شر الأمراض.. ولكن إن قدر الله لك مرضاً، فهناك أحد أمرين: إما أن يكون مرضك بسيطا، فعليك الصبر وحاول أن تعالج نفسك ببعض المسكنات، لعل الله يكتب لك الشفاء. وإما أن يكون مرضك يحتاج إلى مراجعة للمستشفيات، فأعانك الله على طابور الانتظار.. وقد يزداد مرضك وتتفاقم مشكلتك الصحية، قبل أن تحصل على العلاج.

للأسف هذا واقع، ولابد أن نعترف به لمحاولة علاجه، وأتمنى من معالي وزير الصحة أو ممن ينوب عن معاليه في كافة المناطق أن يقوموا بجولات خاصة على أقسام الطوارئ والمستشفيات، باعتبارهم مرضى عاديين، ليروا حجم المعاناة التي يلقاها المواطن البسيط، وغير المقتدر للذهاب إلى مستشفى خاص.

مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، صرحٌ طبي كبير، مقصد المواطن عندما يُواجه أزمة صحية، فيلجأ إلى قسم الطوارئ، ولكن عليه أن ينتظر ساعات حتى ولو كان بحالة تستدعي التدخل السريع.. رغم أن هناك حالات؛ علاجها لا يستغرق سوى بضع دقائق، ولكن الروتين يتطلب انتظاراً قد يكون مؤلماً للمرضى وكبار السن.

زرتُ مريضاً من العائلة، تبيَّن من خلال حديثنا أنه كان مصاباً بجلطة بسيطة، وانتظر ساعات في الطوارئ حتى أتى عليه الدور، وساعات أخرى حتى تم تحويله لأقسام التنويم، يومٌ كامل منذ دخوله المستشفى حتى تم تشخيصه بأنه مصاب بجلطة بسيطة، فكيف لو كانت قوية، وخطراً على حياته؟!. وقد عشت معاناة مريضا آخر تم تحويله لمحافظة ينبع، بدعوى تهيئة المستشفى لموسم الحج.

شكاوى كثيرة منذ أن وعينا على مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، وأكثر المراجعين يشتكون خدماته.. فهل على مر الزمان لم تُعالَج نواقصه.. أم أن الخطأ من المواطن، والمستشفى يتّبع تعليمات لا يشعر المواطن أنها لصالحه؟!! ربما.

المدينة المنورة وعلى مدار العام تتمتع بمواسم عمرة وحج وزيارة، وعدد ساكنيها ضخم، «مواطنين ومقيمين وزائرين»، ولم تُقصِّر حكومتنا في تخصيص الميزانيات الكبيرة للقطاع الصحي، ورغم أنه تم مؤخراً افتتاح المستشفى العام، إلا أنه تم غلق مستشفى الأنصار، وافتُتِح التخصصي، ورغم ذلك هناك قصور في تقديم الخدمات الطبية للمواطن البسيط غير المقتدر على مصروفات المستشفيات والمستوصفات الخاصة، فهل من حلٍّ يا معالي الوزير؟.. هل بالإمكان تحويل بعض المستشفيات الخاصة إلى عامة، لمعالجة هذا القصور؟.

* خاتمة:

هناك بعض المستشفيات والمستوصفات الخاصة لا يوجد فيها مصلى للمراجعين، وإنما هناك عدد من السجَّاد بحوش المستشفى، لا يليق بأن يكون مصلى. بينما تجد في مسالخ الأغنام -وأنت تنتظر ذبيحتك- عند دخول الصلاة؛ هناك مصلى مُجهَّز لتأدية فريضتك، رغم أنك تدفع ٢٩ ريالاً نظير خدمة هذه المسالخ لك، بينما يتم سلخ جيبك في العديد من المستشفيات والمستوصفات الخاصة بفاتورة عالية، ويبخلون بمصلى يليق بتأدية فريضتك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store