Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مواقف المركبات داخل الأحياء

مواقف المركبات داخل الأحياء

A A
لا أعتقد شخصيا بأنه لا يوجد شخص خاصة هذه الأيام لم يعان من مواقف المركبات داخل الأحياء وخاصة المكتظة بالسكان أو عمائر الأدوار السبعة والتي يفترض أن يكون بها دور خاص لمواقف المركبات مُحددة بكل وحدة سكنية يفترض الالتزام بها، ولكن المشكلة تكمن في مخالفات البناء وعدد الوحدات السكنية غير القانونية وإقفال المواقف أو استخدامها من بعض الملاك الجشعين كوحدات سكنية إضافية أو لأغراض أخرى كغرف سكنية للسائقين والعمال أو مستودعات عشوائية مما يُجْبِر السكان على محاولة إيجاد مواقف خارج المبنى ومضايقة جيرانهم في المباني المجاورة والوقوف في أماكنهم المخصصة أو الإقفال على سياراتهم بطريقة مقززة واستفزازية وتعطيل مصالحهم العملية، أو وقوف السيارات في وسط الطريق بحيث لا يستوعب الشارع مسارين لسيارتين متقابلتين، أو الوقوف على الأرصفة المخصصة للمشاة وإتلافها.

وأرى شخصيا أن تفاقم هذه المشكلة لها أسباب كثيرة ومن أهمها «من أمن العقوبة أساء الأدب» فالعقوبة التي تُسَجُّل على مالك المركبة المُخَالِفة مع الأسف لا تفي بالغرض ناهيك عن الوقت الطويل المستغرق لحل المشكلة والتي لن تحل بسهولة بعد أن وصلت إلى هذا الحد الكبير من الإهمال والتساهل والاستهتار من بعض أصحاب المركبات بمصالح الجيران وتعطيلهم ومضايقتهم في الطرقات، ومن الأفكار التي خطرت ببالي في التعامل مع هذا التجاوز والوقوف الخاطئ والذي أتمنى شخصيا أن يخصص لهذه المشكلة تطبيق مستقل من إدارة المرور لسحب المركبة المخالفة على الفور وتغريم قائدها تكلفة السحب بالإضافة لمخالفة الوقوف الخاطئ والمضاعفة التصاعدية للمخالفة في حالات التكرار وذلك للحد من هذا الاستهتار الواضح من بعض الجيران والتكاسل في إيقاف سياراتهم بعيدا عن مساكنهم والمشي لعدة أمتار بسيطة، والذين يعتقدون أن جيرانهم سوف يُقَدِّرُون جِيرة لم يحترموها هم أنفسهم من الأساس ويتطاولون على حقوق جيرانهم في مواقف المركبات الخاصة بهم.

هذا الإضافة إلى فكرة تخصيص دوريات مرورية من إدارة المرور تعتمد على بلاغات المواطنين ولمسح الأحياء المكتظة بالسكان وتسجيل المخالفات على المركبات المخالفة التي تقف في وسط الطريق أو بطريقة تعيق الحركة المرورية وإرسال تقارير إلى أمانة محافظة جدة لدراسة هذه الأماكن ومخالفات البناء فيها والتي هي سبب رئيسي في تكدس المركبات ومضايقة السكان وقد تكون سببا في وفاة إنسان في حالة طوارئ ونقل للمستشفى لإسعافه أو تفاقم حالته الصحية على أقل تقدير.

ومن الأمور التي تساعد في القضاء على هذه الظاهرة هي الحدائق المُقَرَّرة داخل الأحياء والتي لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل ومازالت أراضي بيضاء، حيث من الأفضل أن تخصص لها مواقف طولية في جميع الجهات الأربع لهذه الحديقة وجزء من أرض الحديقة إذا لم يكن نصف الأرض لمواقف المركبات لمرتادي الحديقة من الأحياء الأخرى والتي تتضاعف أعدادهم في المساء وتزيد من معاناة سكان الحي.

أما إعادة النظر في التخطيط العمراني وتصميم الطرقات وتصاريح البناء ومواقف المساجد بما يتناسب مع الطفرة الإنشائية وزيادة السكان وزيادة المركبات وتوسيع الطرقات داخل الأحياء أصبحت حاجة ملحة هذه الأيام لتنظيم مواقف المركبات داخل الأحياء وعدم إعطاء الفرصة للبعض بتشويه المباني السكنية بوضع سلاسل أو قضبان معدنية أو أعمده خرسانية أمامها بغرض حمايتها من المتطفلين والمتجاوزين من غير السكان في هذه البنايات وهي طريقة لا ألومهم شخصيا عليها لأنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على حقوقهم في المواقف كما لا أحبذها لتشويه منظر البنايات السكنية.

ورسالتي الأخيرة للجهات المختصة وخاصة إدارة المرور وأمانة محافظة جدة هي الإسراع في إيجاد حلول لهذه الظاهرة السيئة والقضاء عليها وعدم التساهل معها والتي أصبحت منتشرة في كثير من الأحياء وتزيد من تشويه المنظر الحضاري للأحياء وتكدس المركبات فيها ومضايقة السكان وزيادة البغضاء والشحناء بينهم وقد تصل إلى أمور لا تُحْمَد عقباها بين الجيران وتساهم في القطيعة وسوء التعامل الذي يرفضه ديننا الإسلامي الحنيف جملة وتفصيلا.

@HashwanO

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store