Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

طيار يخاطر بحياته ويحط بطائرته على مهبط مروحيات على ارتفاع 212

طيار يخاطر بحياته ويحط بطائرته على مهبط مروحيات على ارتفاع 212

A A
أمضى لوك تشيبييلا، البالغ من العمر 39 عاماً، حياته وهو يسعى إلى التفوّق على ذاته ومهاراته الاستثنائية في الطيران.

وفي ساعات مبكرة من يوم 13 مارس، أضاف إنجازاً جديداً إلى سجلّه المتميّز، بعد أن أصبح أول شخص في التاريخ يحط بطائرة على مهبط المروحيّات في أعلى برج العرب الأيقوني في دبي، في الإمارات العربية المتحدة.

ولم يكن أمام تشيبييلا، وهو بطل سابق في فئة التحدي لسباق ريد بُل الجوي، سوى مسافة 27 متراً لإيقاف طائرته "كاب كرافترز ستول" (من طراز كاربون كاب/ إقلاع وهبوط بمسافة قصيرة) لكنه تمكن من الهبوط بعد مسافة 20.76 متر.

وفي حين أن الطائرة مصممة خصيصاً للهبوط المفاجئ في الظروف العادية، إلا أن هبوط طائرة على منصة تعلو 212 متراً في الجو، بجوار مبنى مؤلف من 56 طابقًا، ومن دون إشارات مرئية لتوجيه الطيار، يعني أن تشيبييلا أنجز هبوطاً تاريخياً في ظل ظروف استثنائية.

وقال تشيبييلا، وهو قبطان طائرة إيرباص أي 320 اليوم: "التحدي الأكبر كان الافتقار إلى النقاط المرجعية الخارجية، وهي التي تجدها عادة في المطار حيث لديك مدرج يمتد على مئات الأمتار".

وكان تشيبييلا يحضّر لهذه اللحظة منذ العام 2021، وهو أنجز ما مجموعه 650 هبوطاً تجربياً في بولندا والولايات المتحدة ودبي، لاكتساب الثقة والقدرة على فعل ذلك على مهبط مروحيات من دون نقاط مرجعية مرئية. غير أن جميع هذه التجارب أجريت على مستوى الأرض، وهو ما يختلف تماماً عما يحدث لدى الهبوط على سطح شاهق في الجو.

WhatsApp Image 2023-03-16 at 00.08.29



وأضاف الطيار البولندي: "لدى الاقتراب عادة من المدرج، أستطيع أن أرى كم أرتفع عنه، وأتحكّم بالتالي بسهولة بمسار الهبوط. أما اليوم فكانت اليابسة تحتي بأكثر من 212 متراً، واختفى مهبط المروحيات من أمام مقدمة الطائرة تزامناً مع تقلّص كل ما كان يحيط بي من الخارج.

وكان عليّ أن أعتمد على التجارب التي قمت بها وعلى حواسّي لدى اختفاء آخر النقاط المرجعيّة التي كانت أمامي إن كنت أريد النجاح في إيقاف الطائرة قبل نفاد المساحة المتوفّرة لذلك".

ومع الهبوط الأسطوري لتشيبييلا، ليست المرة الأولى التي يكون فيها المبنى الذات التصميم المستوحى من شكل الشراع مسرحاً لحدث مذهل.

وقال: "شغفي الأكبر هو العروض الجوية الأكروباتية. طرت تحت جسور وارسو، كان هذا بدرجة صعوبة 5 من 10؛ هبطت على رصيف سوبوت البحري، وهو أطول رصيف خشبي في أوروبا، في العام 2019، وكان ذلك بدرجة صعوبة 7 على 10. غير أن الهبوط على برج العرب كان بدرجة 11 على 10".

وأضاف: "كنا في حاجة إلى سرعة الرياح واتجاهها المناسبَين: فالقليل من الرياح كانت لتمنعني من التوقف، والكثير منها قد تولّد اضطراباً شديداً قد يتلاعب بطائرتي مثل ورقة خريف".

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store