Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

التحول الوطني واقع نعيشه

A A
برنامج التحول الوطني حقق 35% من أهداف رؤية 2030، هذا ما صرح به رئيس لجنة برنامج التحول الوطني عضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية محمد بن مزيد التويجري ضمن ملتقى التحول الوطني والذي اتخذ منهج الشفافية والمكاشفة وإعلان تفاصيل ما يتحقق من برامج وفق مؤشرات رصد علمية ومحددة وبمنهجية علمية معتمدة رفعت سقف الثقافة المجتمعية بمدلولات علم التخطيط الاستراتيجي والمعايير والمؤشرات والتقارير الدورية التي ترصد مدى التقدم نحو المستهدف الذي خطط له عند المعنيين من جميع أفراد المجتمع للوصول إلى تحقيق معايير الرضا لدى المستهدفين.

لم يعد الكلام الذي يطلق على عواهنه بدون شواهد من أن كل الأمور تسير وفق ما نتمناه، الأمنيات والأحلام لا يمكن أن تتحقق بدون تخطيط علمي مكتوب على أوراق توثق، وتوكل المهام لأشخاص بعينهم وتحدد تفاصيل أداء المهمات بخطة زمنية وترصد المنجزات كل فترة ربع سنوية.

المصداقية من قبل القيادات تستوجب عليهم تأدية الأمانات العظمى عند وضع الأهداف الإستراتيجية للمنظمات والمؤسسات في كل دائرة حكومية لأننا نسير في دائرة واحدة أي خلل في منظومة العمل من قبل أحد الأشخاص سيؤثر حتمًا في مسيرة التقدم نحو الهدف المنشود.

من الخيانة العلمية والوطنية أن نتغافل عن أهمية التخطيط الحقيقي وعقد الجلسات الدورية والمستمرة لرصد الواقع الفعلي بدون تزييف للواقع مهما كان صعبًا لابد من مواجهة التحديات ومعالجتها بدلا من تأليف مؤشرات أداء لا تعكس الصورة الحقيقية عن الواقع، تدارك الأمور في بداياتها يجعلنا نجد لها حلولا ونستخدم الطرق العلمية الصحيحة وتطبيقها من قبل الخبراء والمختصين في علم التخطيط والمخلصين منهم ومن يستشعرون معاني الانتماء المؤسسي ويرغبون بصدق في وضع بصمة حقيقية في بيئة العمل ولا نترك مجالا لمن يزيفون لنا الحقائق ويزينون لنا أخطاءنا فنراها صوابًا، القائد الحكيم المدرك والمستشعر لعظم الأمانة التي سيسأل عنها حتمًا ولابد عليه أن يحسن اختيار مستشاريه ويبحث بجدية عن من يضيف لفرق العمل ولا يكون عبئًا عليهم ولا مخادعًا ولا منافقًا، نحن في زمن لا يعرف المجاملات وكل منظمة من المنظمات سوف ترصد مخرجاتها وسيظهر عبر مؤشرات الأداء الحقائق التي حاول المزيفون تجاهلها.

هذا الأسبوع رغبت في استعادة معلوماتي عن مؤشرات الأداء الاحترافية التي بدأت رحلتي معها منذ أكثر من خمسة عشر عامًا وعشقت هذا العلم وسبرت أغوار مدارس علمية متنوعة عربية وإقليمية وعالمية تلقيت العلم من مصادر مختلفة وحقًا وصدقًا المدرسة السعودية وخبراء وطني من المدربين والأساتذة الذين التقيت بهم في أروقة وزارة التعليم وفي الجامعات السعودية يعدون رموزًا وطنية يشار لها بالبنان -وأخص بالذكر منهم الدكتور علي الألمعي والبروفيسور هاني العمري- ومازال عطاؤهم يتدفق لكل طالب علم، ونصيحة أسديها لكل من لديه شغف بعلم التخطيط والمؤشرات وبطاقات الأداء المتوازن ابحثوا لكم عن موارد فكرية تلهمكم في مسيرة عملكم وخدمتكم لوطنكم، من لا يتعلم اليوم هذا العلم المهم سوف يكون مغردًا خارج السرب وحده، كنا في فترة ماضية نعد من لا يتقن التقنية أمي تخلف عن ركب الحضارة، وأكاد أجزم من أن من لا يتقن فن التخطيط وصياغة الأهداف الذكية وبناء المؤشرات واعداد التقارير المؤسسية وامتلاك معايير الحوكمة المؤسسية والعمل بموجب منهجيات التميز المؤسسي اعتقد أنه سيكون بعيدًا عن متطلبات العصر ولن يستطيع مواكبة تطلعات رؤية الوطن العملاقة التي لابد أن يكون كل مواطن سعودي على قدر عال من الثقافة المؤسسية والعمل وفق متطلبات الرؤية ولنكون فاعلين في برامج التحول الوطني ولكل منا دوره ورسالته وواجبه الوطني الذي لابد ويحتم عليه القيام به بدءًا من الطفل على مقاعد الدراسة في مرحلة رياض الأطفال وحتى ينتهي بالقيادات في المناصب العليا في كل منشأة ووزارة حكومية أو خاصة أو في القطاع غير الربحي، نحن جميعًا ننتمي لوطن كبير يعيش عصرًا ذهبيًا مرصعًا بأغلى وأثمن الكنوز والكنز الحقيقي دومًا هو الإنسان صاحب الهمة العالية التي تعانق قمم الجبال ولدينا قيادة تؤمن بشعب جبار لا يرضى إلا بالريادة والتفوق وسلاحنا العلم والإيمان بالله تعالى وعزيمة وإرادة لنرسم لنا أجمل مستقبل ونحتفل بمزيد من منجزات الرؤية معا نحقق الأهداف ونستثمر طاقاتنا البشرية والمادية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store