Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

السناب والواتس.. والتواصل المحمود

A A
لاشك أن التواصل والتراحم من الصفات الإنسانية التي دعا إليها الإسلام.. وقد كانت العلاقات - في وقتٍ مضى - تنقطع - إلا نادراً - بين الزملاء، خاصة في مجال العمل، بعد أن يتقاعدوا وينشغل كل منهم بحياته الأسرية.. وقد تكون حفلات الزواج هي الرابط الوحيد الذي يجمعهم، خاصة إذا بَعُدَت المسافات، سواء في نفس المدينة أو خارجها.

لم تكن هناك وسائل اتصالات سهلة وسريعة مثل الآن، خاصةً بعد ثورة الإنترنت، وبرامج التواصل الاجتماعي.. حيث نرى الآن تواصلا أكثر وأجمل، خاصةً عندما يكون هناك نوع من الأصدقاء الأوفياء الذين لديهم الرغبة في التواصل وإعادة الذكريات، فيقومون بكل بساطة بإنشاء قروب أصدقاء العمل، أو زملاء المدرسة، أو الحي، أو فريق الحارة... إلخ، فيبدأ هذا القروب بعددٍ محدود، فيتذكَّر كل منهم زميلا آخر، فيأتي برقم هذا وذاك، فيُصبح هناك تواصل واجتماعات على مدار الساعة، وربما يتفقون على لقاءات قد تكون سنوية، أو نصف سنوية، أو أقل من ذلك، حسب نشاط القروب ومشرفيه.

وقد يكون هناك تواصل من نوعٍ آخر -يأتي كتحفيز وتنشيط لمجموعات على مستوى المنطقة- من مشهوري السناب شات المهتمين بأنشطة منطقتهم، أو أصحاب قنوات اليوتيوب. وحقيقةً لهؤلاء دور ملموس في نشر مثل هذه التجمعات، فربما يشاهد صديق بعض الزملاء فيدعوهم لاستعادة شريط الذكريات عبر هذه القروبات، وربما يرى طالب مُعلِّميه؛ فيدعوهم أيضاً لمتابعة بعضهم البعض ليتذكروا ما فات من الزمن الجميل.

وقد يجتمع بعض الأصدقاء ليُقدِّموا مادة معبرة عن تاريخ المدينة التي نشأوا فيها، وهم بهذا يُعرِّفون عن تاريخ مدينتهم وجمالها، فمثل هؤلاء يستحقون الشكر والدعم، لأنهم محفِّزون للأعمال المتميزة، خاصة عندما يكون من يُقدِّم هذه المادة محباً لمدينته ويبرز جمالها ويُعزِّز وجودها، ويُقدِّم معلومة تُفيد الزائر لها، فهو بذلك يستحق التقدير والاحترام، ويسعى الجميع ليكون ذلك الشخص في مقدمة مَن يُدْعَى للمناسبات التي تخص المدينة.

هناك أيضا مشاهير السناب شات لكل قبيلة أو عائلة، يُقدِّمون مادة معبِّرة عن مدينتهم أو قريتهم، وهم بذلك يُعتبرون بمثابة صحيفة يومية لأخبار المناسبات والاجتماعات، ودعاية مجانية لمناطقهم، ويُسهمون في إبراز بعض الأسماء التي ربما تشق طريقها إعلامياً فيما بعد، ويُستفاد منها في بعض القنوات الفضائية أو الصحف المحلية.

إلا أن الواتس آب ومجموعاته قد يُفسده بعض منتسبيه، بنشرهم لكل ما هبّ ودبّ، فيضطر البعض للمغادرة؛ عندما يخرج القروب عن هدفه ويُصبح الإزعاج هو سمته.. فهناك من يعتقد أن ما يقرأه ويشاهده، لابد أن يشاهده الجميع.

الآفة الكبرى عندما يكون التعصب ديدن المجموعة، خاصة في المجال الرياضي، فترى هذا يتطاول على ذاك، فتكون نهاية التواصل زعل ومغادرة للمجموعة، وتصل أحياناً إلى المقاطعة.. فيجب علينا جميعا أن نستفيد من نعمة التقنية فيما يجمع، لا فيما يفرق.

* خاتمة:

الأخ «نايف الأحمدي» مع رفيق دربه العزيز «حسن بريك»، يُقدِّمان مادة رائعة ومعبرة عن كل ما يخص منطقة «المدينة المنورة»، سواء عبر السناب شات أو تويتر أو القناة الخاصة، وتجدهما داعمين للمناسبات والاجتماعات، ومحفّزين من خلال ما يُقدِّمانه لجعل المدينة أجمل باجتماعاتها وأهلها الطيبين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store