Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

تصحيح الأبدان بصيام رمضان

A A
تأتي المنفعة الطبية والبيولوجية لجسم الصائم وخلاياه فيما شمله الله في قوله تعالى «وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» ففي قوله تعالى «إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» إشارة الى أن العلم يوضح جانبه الذي يستفيد منه الصائم بصيامه وهي أشياء متعددة، من ذلك العلم معرفة الفائدة الطبية والبيولوجية للخلايا والأنسجة من الصيام وأول تلك الفوائد أن الصوم ينظم السلوك الغذائي للخلايا، فلم تعد تتلقى طوال الوقت تموينًا غذائيًا يرهقها في أداء وظائفها، وفي هذا فرصة للتجويع مدة من الزمن يمنح الخلايا المناعية فرصة للمرور على الأنسجة والخلايا لتتخلص من تراكمات الفضائل والمخلفات الخلوية الضارة خاصة ان الانسان طوال العام في حركة تغذوية لا يفرق فيما يأكله ما بين ماهو صحي أو غير صحي، وبعض هذه الأغذية مجهولة التركيب فتتحول الى سموم تنال من الخلايا وتطيح بها وتمرضها وتجعلها أسيرة لحياة معتلة.

وكما يعرف علماء البيولوجيا والباحثون أن المشكلة الرئيسة التي تكمن خلف سبب الأمراض هي تراكم المواد الضارة في خلايا الجسم، فقد جعل الله سبحانه وتعالى الكبد مصيدة لكل تلك المواد الضارة المصاحبة لبعض الأغذية والأطعمة حيث يلقي القبض عليها ولا يمررها بسهولة لكي تضر أجهزة الجسم لأن الكبد هو من تناط به مهمة التخلص من تلك السموم وتنظيف الجسم منها لكنه يظل محدود الطاقة الاستيعابية للعمل أو قد يصاب بعطب فتتوقف بعض خلاياه عن العمل أو قد يضعف أداء خلاياه بسبب تقدم السن فتترسب بعض تلك المواد السامة في انسجة الجسم خصوصًا في المخازن الدهنية فيأتي دور الصيام في ازالة تلك السموم.

إن مما ثبت بيولوجيا أن الدهون القادمة من خلايا الجسم أثناء الصيام والمتراكمة في الكبد يساعد ما بها من الكوليسترول على زيادة إنتاج مركبات الصفراء والتي بدورها تقوم باذابة مثل هذه المواد السامة وبالتالي فإن الصيام بعمله البيولوجي هذا يؤدي خدمة جليلة للخلايا الكبدية بأكسدته للأحماض الدهنية فيخلص هذه الخلايا من مخزونها من الدهون الضارة مما يجعلها أكثر حيوية ونشاطا.

إن للصوم دورا كبيرا في تصحيح وضع الأبدان صحيًا وذكرت هنا فقط ما يخص الكبد لكن هناك ما له علاقة بالجهاز المناعي والخلايا المناعية وهناك ما له علاقة بالايجابية على الدماغ والخلايا العصبية، والصوم كذلك يبطء زحف الشيخوخة ويؤخر العمر البيولوجي ويقلل من الوزن الزائد والسمنة كما انه يهديء من ارتفاع هرمونات الشهوة الجنسية بل أن الصحة العامة جسميًا ونفسيًا مرتبطة ببرامج الصوم سواء كان الصوم الرباني (الرمضاني أو التطوعي) أو الصوم الطبي (التجويعي) الذي يستخدم كعلاج لتصحيح وضع الأبدان طبيًا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول (صوموا تصحوا).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store