لو سأل كل واحد منا نفسه متى بدأ الصيام؟ وهل كان صومه يومًا كاملاً أو نصف يوم؟ أو صام من وراء الزير؟
الجواب: لا يستطيع الكثير منا تحديد بالضبط السن التي بدأ فيها الصيام، فبعضنا يؤكد أنه صام وهو في السابعة من عمره والبعض الآخر في الثامنة وآخرون صاموا في العاشرة من عمرهم، مما يؤكد أن معظمنا تدرب على الصيام وهو صغير، وكان يصوم رمضان جديًا من بعد العاشرة وهذا يشير إلى أن تحمل الصوم في هذا العمر ممكن، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدربون أبناءهم على الصيام في مثل هذه السن فمن استطاع أن يصوم ثلاثة أيام من رمضان متتالية دون مشقة أو تعب يحثونه على الاستمرار لصيام الشهر كاملاً بناءً على اختبار «التحمل»، قياسًا على الأمر بالصلاة وكلاهما عبادة تحتاج إلى التمهيد والتدريب وقياس قدرة التجاوب والتحمل دون ضرر على النفس أو الجسم وأن كان الصوم بالنسبة للصغار لا يلزمهم تبعات الإفطار بطلب القضاء لأنهم في مرحلة التدريب وليس هناك نص يشدد في هذه المسألة إنما يعتمد على الناحية البيولوجية والقدرة الفسيولوجية فقط فإن تم ذلك كان بها وإلا يمكن أن يصوم نصف نهار أو ما يستطيع من النهار.
إن الصغار يحتاجون إلى التشجيع حتى ولو تناولوا شيئًا من الطعام أو الشراب، فتشجيعا لهم عدم إفشاء سرهم والأم وحدها التي تعلم سر أبناءها وبناتها، ولا يجب أن يدقق الأب في ذلك، فصوم الصغار كما ذكرت أعلاه يجب ألا يهمله الوالدان فينبغي تدريب الأبناء عليه حتى يبلغوا سن الاحتلام وهو ما يقارب سن الخامسة عشرة لأن وقتها يكون واجبًا ولا لعب في ذلك لأنه فرض، وما يساعد الصغار على الرغبة في الصوم مكافأتهم خاصة أن الصيام في هذا الزمن غير مرهق لأن نصف اليوم يقضيه الصائم في النوم.
إن التدريب على الصيام كالتدريب على الصلاة فقد قال عليه السلام: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر) فبين التدريب الاختياري التشجيعي وبين الأمر الجاد بالصلاة ثلاث سنوات كافية لتعليم الوضوء ومعرفة أركان الصلاة وواجباتها وسننها وكل تفاصيلها وجوانبها الروحية ومكتسباتها الأخلاقية والسلوكية ومنافعها الاجتماعية وليس فقط كونها شعيرة تعبدية وكذلك أثناء تدريب الصغار على الصوم يجب تعليمهم أن الصوم ليس فقط إمساكاً عن الطعام والشراب إنما هناك معانٍ تربوية واجتماعية ونفسية مصاحبة لمفهوم الصوم وبذلك يتحقق في أذهان الناشئة المعنى الصحيح للصوم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
