.. لا أحد يشك في مدى مساهمة موسم العمرة في تنشيط الدورة الاقتصادية في العاصمة المقدسة بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام.. وبحسب الأرقام الرسمية، فقد زار المملكة أكثر من 19 مليون حاج خلال عام 2019 (الفترة التي سبقت الوباء)، 11.7 مليون منهم من الداخل والباقي من الخارج.. وتراوح الإنفاق اليومي (75٪) منهم حوالى 300 ريال، أنفقت على السكن والمواصلات والاتصالات والمعيشة والتسوق، وأحياناً على بعض الأنشطة المحدودة المتعلقة بالمشاعر المقدسة، وهذا يؤكد زيادة القيمة والقوة الشرائية للأنشطة ذات الصلة للعمرة. ففي الماضي اعتاد بعض الأثرياء أن يقوموا بجولات
سياحية داخل مكة وخارجها بحثًا عن التاريخ والثقافة، وفي بعض الأحيان بحثًا عن الرفاهية والترفيه وشراء الهدايا، أما الآن فقد تغيرت الأمور، وتغير سلوك السائح الديني عما كان عليه في السابق، نتيجة ثورة التكنولوجيا الرقمية، فأصبح مطلعًا على الخيارات وقادرًا على اختيار الخدمة المناسبة له، كما أن سقف تطلعاته بات كبيرًا ومعايير الجودة والسعر بالنسبة له اختلفت تمامًا عن الماضي، وهو ما انعكس على المنافسة في قطاع العمرة اللي باتت أكثر شدة، خاصة مع التسهيلات الحكومية الحالية الذي جعلت مدة إصدار التأشيرات لا تتجاوز الخمس دقائق، وفترات الانتظار في منافذ الدخول إلى المملكة لا تزيد عن 15 دقيقة، وهو عمل تشكر عليه الدولة، ويؤكد على تصميمها على تحقيق أحد أهم أهداف رؤية 2030 بالوصول الى 30 مليون معتمر وحاج.
وهنا أود أن أسلط الضوء على تجربة فريدة في صناعة الواجهات، وقد ارتبط اسمها مؤخرًا بمكة المكرمة، وهي تجربة «وجهة مسار»، وهي وجهة حضرية صنعت وفقًا للمعايير العالمية، لخلق تجربة سياحية مميزة لزوار البلد الحرام، حيث تتسع الخيارات ويلعب الذكاء الاصطناعي دور الإرشاد فيها، ويندمج الترفيه والتسوق والتنقل والحركة مع أداء الشعائر والطقوس الدينية.
وتتزين فيها المنطقة المركزية للعاصمة المقدسة، بأطول واجهة صناعة لتراعي متطلبات البيئة وتوجه المملكة نحو زيادة المسطحات الخضراء، وأكبر مول فيها تم بناؤه ليكون جامعًا لتجربة تسويقية فريدة، بالإضافة إلى سلسلة من ألابراج الفندقية العالمية لتوسيع خيارات السائح في قطاع الضيافة، ومستشفى يتم إدارتها وفق معايير طبية عالمية تستند على خبرة محلية عالية الجودة.
محمد سعيد الشريف
mohmmed.saeed@gmail.com
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
