Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

حي الحفرانية «2»

A A
بعد نشر مقالتي (حي الحفرانية) منتصف فبراير 2023م وردتني عشرات الرسائل، من أقارب، معارف، وقراء، يقطنون تلك الأحياء: الحمدانية، الصالحية، الماجد، الكوثر، البشاير، الفلاح.. كانوا جميعهم يشيدون بروعة الأسلوب وقوة الطرح وبلاغة النقد، فظننت لوهلة، أنه لن تشرق شمس الغد، إلا وكل الشوارع المتضررة قد عبدت من جديد، واختفت كل الحفر والأخاديد التي خلفتها الأمطار الشتوية!!

لكن الصدمة، أنه مر على تلك المقالة شهران تقريباً، ولا تزال تلك الحفر والأخاديد تشوه كل معالم الحضارة بالحمدانية، تتلف أذرعة وعكوس المركبات، تتعب قلوب ونفسيات السكان، تضاعف من معاناة مرضى الربو وضيق التنفس، ترهق ميزانية الأسر البسيطة، وتنصب مجسماً تعبيرياً يدعم ظاهرة التشوة البصري بداعي الانحدار بجودة الخدمة المقدمة من قبل البلدية المختصة!!

كنت قد كتبت ساخراً بتلك المقالة «لقد أصبحت الحفر المهولة بأحياء الحمدانية..، من عمقها وتراكمها معالم تراثية، وأصبح الناس يشيرون إليها كأثر بارز وثابت حين يوصفون عناوينهم، لذا أقترح على وزارة السياحة استثمارها مزاراً للسياح كي يتعرفوا على نشأة شق الطرق وكيف كانت معاناة المركبات قديماً قبل تعبيد وزفلتة السكك»، واليوم أجدني أكتب جاداً بإعادة تقديم هذا المقترح!!

غالبية الشوارع بأحياء الحمدانية، لا ترتقي لحجم النهضة الاقتصادية والسياحية، ولا تنفع لأن تكون أزقة وتكيات بحواري عشوائية، فكيف بشرايين رئيسية لأحياء حضارية باتت وجهة استثمارية لأكبر المطاعم، الكافيهات، والأسواق التجارية!!

ما يحدث لشوارع الحمدانية لم يعد راجعًا لإهمالٍ وتراخٍ، بل هو نابع من رفض وامتناع عن معالجة حفرها المزمنة، وإلا فإن لكل جهة مركز إعلامي يناقش بالاجتماعات الصباحية ما أثير حولهم بوسائل الإعلام اليومية، وجهة الأمانة -بكافة بلديات الأحياء- أكثر من يتحسس من نقد الصحافة، ولا يكاد يخلو عدد صحيفة من رد أو تعقيب لهم!!

هذا بالإضافة لفرق المراقبين والمساحين الذين يجوبون الأحياء ويمترون شوارعها لضبط مخالفات المحلات، مظلات المواقف، والسيارات التالفة، لكنهم يغضون الطرف عن الحفر دون معالجة، وكأن تلك الحفر المتمرسة ماسكة عليهم شيء أو تبتزهم بمصيبة!!

وأخيراً.. يبدو أننا بحاجة لكتابة مئات المقالات، يضاهي عدد حلقاتها مسلسل (الميراث) أو (سنوات الضياع)، حتى تحن البلدية لمعاناة أهالي الحمدانية وتقبل معالجة حفر الشوارع الأبدية، لذلك انتظرونا بالجزء القادم من سلسلة مقالاتنا المثيرة (حي الحفرانية 3)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store