Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

عساك.. بقعاء!!

A A
عندما كُنَّا صغاراً.. كانت لدى بدونا -من الآباء والأجداد- بعض الغرابة في بعض الكلمات التي باتت من الماضي، واكتشفنا بالحاضر أنها ربما كانت مصدر سعادة للآخرين.

عساك ببقعاء، كانت تُقال كدعوة ترمي إلى الضرر بك، أو ربما هي كلمات من التراث في كل منطقة، تدل على شيء غير جيد، يتمناه الآخرون لك، ففي الجنوب «تصوعك بقعاء».

لكن الشيء الأكيد أن محافظة بقعاء، الواقعة في وسط الشمال، كأكبر محافظات حائل، من أجمل الأماكن في كل فصول السنة.

عرفتنا الرياضة بأغلب مناطق المملكة، ولكن أتت بقعاء متأخرة بعض الشيء في الوصول إلى الرياضة، والأجمل أن تكون بشهر رمضان المبارك، لتتعرف على عادات أهل الشمال الطيبين؛ في هذه المحافظة الجميلة، التي مازالت تحتفظ بكثير من الوصل والتواصل.. بيوت متقاربة، وقلوب متآلفة وعائلات متجاورة.

يوم واحد أعطانا من عبق الماضي الشيء الكثير.. المسجد والشارع وبشاشة الوجوه في كل مكان.

كنا في ضيافة عائلة الزبيد وعميدها الأستاذ عبدالله الزييد، أحد أعلام هذه المحافظة، رياضيا واجتماعياً.. وأحد مؤسسي فن العلاقات العامة بالمجتمع الرياضي، وصديقي العزيز الحكم السابق محمد البقعاوي، فشكراً لهم ولأبنائهم على كرم غير مستغرب منهم.

محافظة بقعاء أيضاً، تحمل من التاريخ والتراث الكثير، من الصعب حصره في مقال، ولكن المواقع والمؤرخون كتبوا الكثير عن بقعاء في جميع العصور، وعن الأحداث التاريخية التي وقعت بها، وأيضاً في معاجم اللغة الكثير عن ماذا تعني بقعاء، ولكن بالنسبة لي لا يعنيني كثيراً سوى أنني مبهور ببقعاء، بجوّها ومساكنها التي تحمل من عبق الماضي والتاريخ الشيء الكثير.

خاتمة:

تأخر الوصول لبقعاء كثيراً.. ربما كنت فتى صالحا في صغري، ولم تطلني دعوة كبارنا «عساك بقعاء»، فكبرت، والآن عرفت أنها دعوة صالحة، ولم تكن كما نظن في الماضي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store