Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

البهجة.. عيد وعطاء وتجديد

A A
ذكر القرآن الكريم كلمة البهجة في قوله تعالى (حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ) أي أن النظر اليها يبهج النفس، والبشر كذلك هناك من إذا نظرت اليه ابهجك واذا تحدث اليك أسرك حديثه، واذا زاملته في الحياة اسعدك، انه كالحدائق ذات البهجة بألوان زهورها وروائح ورودها وتنسيق فروعها وأغصانها، تلكم هي النفوس المتفاعلة مع الحياة، النظيفة من داخلها، اللطيفة في تعاملها، الهينة اللينة في أخذها وعطاءها، مجبولة على الحب والعطاء، الراغبة دائمًا بالتجديد، لا ترغب أن تكون ماءً راكدًا بل جريانها في الحياة نحو الأحسن والافضل هو ديدنها.

ولمعرفة الله سبحانه وتعالى بحال عباده واحتياجهم بما يذكرهم من ضرورة البهجة في الحياة اخضع النفوس لدورتين في السنة، جعلهما من ضرورات الدين والتوجيهات الاجتماعية، هما دورتا «عيد الفطر وعيد الأضحى» فالبهجة فيهما عيد أشبه ما يكون ببهجة الحدائق، فيوم العيد يوم استحقاق للتغيير نفوسًا وملابسًا، والتجديدات فيه تكون لكل ما يمكن تجديده.

فيوم العيد حركة تصحيحية للتذكير بحاجة النفس البشرية للبهجة والسرور وتفعيل حقوق الأسرة والأطفال والنساء ومكونات المجتمع المختلفة فيما يخص الفرح واللعب والمرح والغناء، وقد أيد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مشاهد السعادة بالترفيه في عيد الأمة الاسلامية في مقاطع متعددة من سيرته النبوية تظهر اللعب والفرح والغناء في يوم العيد طالبًا استمرار تلك المشاهد وعدم الاعتراض عليها معللا ذلك بقوله عليه السلام: «إنها أيام عيد لتعلم يهود أن في ديننا فسحة» لذلك حرم الله سبحانه وتعالى صيام يوم العيد لأن البهجة من العطاء والعطاء عيد والعيد مطلوب فيه التجديد، تجديد النفوس وتجديد الحياة وتجديد الأثاث والملابس ومكونات المنازل، ولان أيام العيد أيام أكل وشرب ولعب وغناء وبهجة وسرور وزيارات فان الله حرم صوم أول أيامه وبالتالي فإن صيام اليوم الثاني والثالث غير مستحب ولا مناسب ولا يتمشى مع ما يكون في الأعياد من التلاقي والأكل والشرب واللعب والترفيه لانهما يلحقان بيوم العيد المحرم صومه وهكذا فإن البهجة عيد وعطاء وتجديد.. وكل عام وأنتم بخير وعافية وبهجة وعطاء وتجديد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store