Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زمن المصالحة والاجماع الوطني

أخيرا فرض الشعب الفلسطيني إرادته وتمت المصالحة التاريخية بين الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها كل من فتح وحماس .

A A

أخيرا فرض الشعب الفلسطيني إرادته وتمت المصالحة التاريخية بين الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها كل من فتح وحماس .المصالحة الفلسطينية جاءت لتؤكد أن الوطن العربي قد دخل حقبة جديدة سيكون للشعوب الكلمة الأولى فيها . المصالح الحزبية الضيقة والخلافات الأيديولوجية مهما كان عمقها ، لن تكون مبررا بعد الآن للتلاعب بالوحدة الوطنية أو انتهاك حقوق الإنسان أو الحجر على الحريات . الشعوب العربية الآن لم تعد قابلة للمساومة على حقها في تقرير المصير مهما كانت الحجج أو المسوغات .الفلسطينيون تأثروا بالتأكيد بما يجري في المنطقة وخصوصا بما جرى ويجري في مصر ، ولذلك فقد فرض الشعب الفلسطيني إرادته رغم كل الضغوط الدولية التي تعرضت وما زالت تتعرض لها الفصائل الفلسطينية ، وضغط باتجاه إتمام المصالحة ، فكان له ما أراد وبأسرع مما كان يتخيل الجميع .في الوطن العربي ليس هناك هتاف الآن إلا باسم الشعب . ومنذ أن بعثت الجماهير التونسية شاعرها العظيم أبا القاسم الشابي للحياة من جديد ، فإن كلمة السر لانجاز مهمة التغيير ، أصبحت تتلخص في كلمات ذلك البيت الشعري الذي جعل العرب يعيدون اكتشاف ذاتهم وقدرتهم على إعادة كتابة التاريخ من جديد دون انتظار البطل المخلص أو الزعيم الملهم : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدرالفصائل الفلسطينية استجابت لنداء الشعب بسرعة انطلاقا من فهمها لطبيعة المرحلة واستنادا إلى قدرتها على قراءة الواقع الجديد . التاريخ والجغرافيا يقولان بأن مصر هي ترموتر العالم العربي ، وأن أي تغيير يطرأ على مصر لا بد وأن ينعكس على فلسطين المحتلة . هذا ما وعاه جيدا الفرقاء الفلسطينيون وتصرفوا على أساسه دون النظر إلى ردود الفعل الخارجية وفي مقدمتها ردة الفعل الأميركية والإسرائيلية .الساسة الفلسطينيون عرفوا أن الشعب الفلسطيني هو الأساس في المعادلة ، وأنه لا يمكن لأي طرف مهما بلغت قدرته أو إمكاناته أو طبيعة الدعم الخارجي الذي يحظى به ، أن يفرض على هذا الشعب أي حل لا يرتضيه لقضيته العادلة . يبدو أنه لم يعد هناك وجود لأي طرف فلسطيني يراهن على الفرقة .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store