Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

براءات الاختراع: هارفارد «7» وجامعة المؤسس «8»

A A
بفضل من الله ثم بدعم من الدولة حفظها الله حققت جامعة الملك عبدالعزيز تقدمًا كبيرًا في مسيرتها العلمية والبحثية من خلال حصول معظم برامجها العلمية في الأقسام والكليات على الاعترافات الأكاديمية الأمريكية العالمية ABET والوطنية NCAAE، ومن خلال نشر بحوثها عالميًا في مجلات عالمية ذات معامل تأثير قوية، وآخرها تقدمها في مجال تسجيل براءات الاختراع حيث حققت المركز الثامن على مستوى العالم بعد جامعة هارفارد التي حققت المركز السابع.

لقد سجلت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة 177 براءة اختراع في عام 2022م في حين هناك 250 براءة اختراع لها تحت التطوير والتحكيم، وذلك وفقًا لما صدر عن تسجيل براءات الاختراع بالمكتب الأمريكي للعام 2022م لقائمة أفضل 100 جامعة في العالم -أعد هذه القائمة الأكاديمية الوطنية للمخترعين بالولايات المتحدة الأمريكية- وذكرت أن المركز الثامن كان من نصيب جامعة الملك عبدالعزيز.

ليس غريبًا أن تحقق جامعة الملك عبدالعزيز المركز الثامن إذا علمنا أنها من أكبر الجامعات في المملكة العربية السعودية هي وشقيقتها جامعة الملك سعود وعلى مستوى الشرق الأوسط كذلك هي من أكبر الجامعات بسبب تعدد كلياتها وتنوع أقسامها وكثرة مراكزها البحثية كما انها من أعرق الجامعات السعودية حيث إنها ثاني جامعة من حيث التأسيس على مستوى الوطن بعد جامعة الملك سعود ويعود الفضل بالدرجة الأولى في تحقيق هذا المستوى المتقدم في مجال تسجيل براءات الاختراع بعد الله سبحانه وتعالى الى دعم الدولة -حفظها الله- والمتمثل في وزارة التعليم ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كما يجري حاليًا دعم الجامعات ومراكزها البحثية والتطويرية والابتكارية من هيئة تنمية البحث والابتكار والتطوير التي تم انشاؤها حديثًا بعد انشاء اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار والتي يرأس مجلسها سمو ولي العهد.

إن البحث العلمي هو مصدر عطاءات الاختراعات والابتكارات لذلك يجب أن يكون دعمه مستمرًا وقويًا، ومهما قدمنا له من دعم مادي يظل هو بحاجة للمزيد خاصة في الجامعات الكبيرة ذات التنوع في التخصصات والتي بها عدد كبير من الأساتذة الباحثين وباحثي ما بعد الدكتوراة postdoctoral وطلاب الدراسات العليا.

لقد عرفت الجامعات العالمية ما عليه المملكة العربية السعودية من تقدم في العلم والبحث العلمي من خلال تميز مبتعثيها الذين كانوا يدرسون في تلك الجامعات العالمية المتميزة في أمريكا وأوروبا واليابان ومن خلال نشر أبحاث أساتذتها في المجلات العلمية العالمية ذات الصيت القوي فالباحثون في جامعة الملك عبدالعزيز هم في حقيقة الأمر من خريجي أرقى الجامعات العالمية.

إن أساتذة الجامعات المتميزين بالبحث العلمي ومن كان منهم محافظًا على عزيمة البحث العلمي ومستمر به من خلال النشر العلمي ومن خلال الإشراف على طلاب وطالبات الماجستير والدكتوراة ومستمر عطاءه بتقديم مشاريع بحثية تتفق والتقدم العلمي يعدون رصيد الجامعات لانهم كنز من العطاء ولانهم مصدر الحصول على مزيد من نشر البحوث وبراءات الاختراع فيجب ألا تفرط بهم الجامعات لمجرد وصولهم الى سن التقاعد لأنهم خبرة تراكمية في تخصصات علمية دقيقة وأن الحفاظ عليهم بالتعاقد معهم يمكن بإذن الله الجامعات من نشر المزيد من البحوث وتحقق مراتب أكثر تقدمًا عالميًا إذا رافق ذلك استمرار الدعم المالي للباحثين والمشاريع البحثية، كما أنه يجب أن تكون هيئات وادارات وعمادات البحث العلمي في الجامعات أكثر تطورًا وخدمة للباحثين وألا تكون هناك عقدة المنشار الادارية التي تعرقل الباحثين أو ترهقهم بمتطلبات ترهق كاهلهم بالنشر وتصد بالتالي عن البحث العلمي -ولعلي أرجع الى هذه النقطة مستقبلا لتوضيح التعقيد الاداري وشروط قبول المشاريع البحثية الذي يعاني منه الباحثون-، كما أود أن أشير هنا الى ضرورة اعتناء الجامعات بالباحثين الجدد وشحذ همتهم الى تقديم مشروعات بحثية وإعانتهم على ذلك، فالتهنئة لجامعة الملك عبدالعزيز بهذا التقدم في مجال براءات الاختراع، والى مزيد من العطاء في ظل قائد وطننا الغالي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store