Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

الحرب على (المخدرات)

صدى الميدان

A A
* الحرب رديفة الاستنفار، وما تم إعلانه من حرب على المخدرات لم يكن وليد اليوم أو اللحظة، بل هي جهود كبيرة وعظيمة تقوم بها الأجهزة ذات العلاقة، وهو ما يعني أن الحرب على المخدرات بدأت منذ ظهور هذه الآفة، التي لا يختلف اثنان على خطرها وعظيم أثرها، والمتتبع لجهود أجهزة الأمن في كشف حيل المهربين، وتلك الكميات (المهولة) من المخدرات، يدرك كم هو الوطن مستهدف، وكم هي الجهود في مجابهة هذا الوباء عظيمة ودؤوبة.

* إلا أن تلك الجهود على عِظمها فرض الواقع في ظل ما تم رصده لدى الجهات المعنية من (خطر) بلغ مرحلة تستوجب أن تتضافر فيها جميع الجهود مع ما يقوم به رجال الأمن، تلك الجهود التي يجب أن (تُسند) بحس وحرص رجل الأمن الأول (المواطن) المستهدف من قبل مهربي ومروجي هذه الآفة، التي لم يعد يخفَ على أحد خطرها، وأبعاد أثرها (المدمر)، الذي يتعدى القضاء على الفرد إلى حيث دمار الأسرة، والمجتمع، بل وحاضر الآمن، والقيم، ومستقبلها.

* شاهد ذلك كل تلك القصص، التي أوردت فيها المخدرات متعاطيها موارد الهلاك، فتعدى إلى حيث إلحاق الضرر بالآخرين، بل وأصبحت الجريمة مما لا يتورع متعاطي المخدرات عن ارتكابها، بعيداً عن أي اعتبارات قد تطال يداه فيها والديه، وأقرب الناس إليه، يقوم بذلك وقد تملكته المخدرات بأثرها، وحولته إلى حطام إنسان فقد بسببها إنسانيته، وحاضره ومستقبله، وفي سبيل الحصول عليها لا يتردد عن أن يقدم التنازلات، ويرتكب الجرائم، والموبقات ثم لا يكون إلا أن يزداد غوصاً في عالم من ظلمات.

* في جانب آخر فإن كل تلك الآهات خلف جدران مستشفيات الأمل، والمصحات النفسية، تحكي جانباً آخر من جوانب الخطر لهذه الآفة، وكيف أن أمل العودة إلى الحياة كما هو شأن الأسوياء، يراود كل من وقع في شرك هذا الوباء، وهو ما يؤكد على كم هي الجهود المبذولة في شأن علاج ضحايا آفة العصر، وكم هو الفرد في ميزان الأهمية لدى هذا الوطن العظيم، في وقت نشاهد في دول تتشدق بالمدنية والتطور، تلك المآلات المحزنة، التي انتهى إليها ضحايا هذه الآفة (الدمار).

* أقول الدمار بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولأنها كذلك فكان لزاماً أن يكون التحرك (جمعياً) في مجابهته، والحرب عليه، فالعدو الذي يجتهد في بلوغ أهدافه (يجب) أن يواجه بكل عزم وحزم، تلك المواجهة التي تضع الجميع في خندق واحد، وهو ما يؤكد على دور الفرد في الإبلاغ عن مهربي ومروجي المخدرات، وهو دور يفرضه واجب الدفاع عن الوطن، واستشعار لمسؤولية أن المواطن هو رجل الأمن (الأول)، الذي يقوم بدوره وفاء لوطنه، وحماية لأسرته، ومجتمعه، وإسهاماً بكل مسؤولية في الحرب على المخدرات، الحرب التي أثق أن تضافر كل الجهود فيها سبيل إلى رفع علامة النصر، ومما يعجل بذلك واجب: (الإبلاغ عنهم).. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store