Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

الحرب على المخدرات.. مسؤولية المجتمع بأكمله

A A
كل الحروب في العالم تقودها الجيوش بأنواعها وبمختلف وسائلها، وتخطط لها وزارات الدفاع والحرب، وتدعم ميزانيتها وزارات المالية، وتنهار اقتصاديات الدول المتحاربة، وتنحل المجتمعات ويظهر الفقر والجهل، ورغم فداحة حروب الجيوش وآثارها السلبية، إلا أن الحرب على المخدرات هي أهم وأقوى الحروب، وآثار حرب نشر المخدرات في المجتمعات هي الأسوأ والأسرع فتكاً للمجتمعات، وهي الحرب التي تستهدف جميع طبقات المجتمع وتخص الشباب منهم، ولا تفرق بينهم جنساً أو عمراً أو فقراً أو غنى، وهي الحرب التي تتسلل إلى داخل البيوت والغرف المغلقة، وتنشر قواتها في الظلام بسرية عالية، وتستنزف المدخرات والإيرادات، وهي حرب تزيد مروّجيها ومستورديها ومصدّريها غنى، وتحول مستخدميها إلى فقراء وجهلة ومستحقرين، فاقدي السيطرة في مجتمعاتهم.

إن الحرب على المخدرات ليست مهمة الدولة فقط، وإنما هي مسؤولية المجتمع بأكمله، ابتداءً من الأسرة في البيت، والمربين في المدارس بأنواعها، والدكاترة في الجامعات، ومسؤولية جميع الوزارات والأجهزة الحكومية التنفيذية، ومسؤولية الغرف التجارية، ومسؤولية مؤسسات المجتمع المدني، ومنها النوادي الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، كما هي مسؤولية القطاع الخاص بأكمله، والمسؤولية الأولى للأئمة والدعاة في المساجد مسؤولية نشر ثقافة محاربة المخدرات، ابتداءً من حرمانيتها الى آثارها السلبية في تدمير صحة وأخلاق المجتمعات.

إن ما يعانيه مجتمعنا اليوم من محاولات نشر المخدرات، وعلى وجه الخصوص المخدر الحديث (مادة الشبو)، وهو الأقوى والأكثر والأسرع فتكاً بمستخدميه، يدفعنا جميعاً، نحن سكان هذا الوطن سعوديين ومقيمين، لأن نكون كتلة واحدة وسداً منيعاً لمحاربة المخدرات، حتى لو كانت في بيوتنا، أو يتعاطاها أحد أفراد أسرتنا أو أحد أصدقائنا، إن محاربة انتشار هذا المخدر سوف يحمي مجتمعنا من الدمار.

وإذا جاز لي الاقتراح، فإنني أقترح أن نستعجل في بناء مستشفيات لمعالجة الإدمان في جميع أنحاء المملكة، والتوسع في المستشفيات القائمة، لأن معالجة المدمنين أهم من إلقاء القبض عليهم وسجنهم فقط.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store