* ليس هنالك أقدر على ضبط الناس من قوة (النظام)، وفي زمن هيمنت فيه قنوات التواصل على ساحة الأحداث نقلاً وترويجاً في فضاء مفتوح؛ أصبح من الضروري جداً أن يتم ضبط ما وصل إليه البعض من (انفلات) في شأن استخدام تلك القنوات عبر نظام صارم يحفظ لكل ذي حق حقه.
* فحياة الآخرين تظل شأن خاص مهما تقدمت التقنية، وراجت قنوات التواصل، فليس من حق أحد أن يعتدي على ذلك الشأن، ومن يستسهل (التصوير) والنشر، فإنه حتماً سوف يصطدم بنظام هو من القوة بحيث يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقوم بذلك مرة أخرى.
* وإن مما يُلحظ وبما يمثل بشارة خير، وبداية موفقة على الطريق الصحيح، وقياساً على ما كان من انفلات في شأن استخدام كاميرا الجوال و(صور وأرسل)، أن المجتمع بدأ يعيش حالة من (التعقل)، أياً كان منشأ ذلك التعقل وعياً أو خوفاً، وما من شك في أن وجود (النظام) أسهم في إحداث هذه النقلة المجتمعية، التي لم تكن لولا قوة من نظام قادر على أن يقول وبالفم المليان لكل مهووس بتلك الموجة (قف)، وأعد للسؤال جواباً.
* وبعودة إلى قراءة في دوافع أولئك من تصوير الحوادث، وكل ما يمثل فيه التصوير انتهاكاً لخصوصيته، أثق أنهم يتقاطعون في شيئين: مرض الفضول، والبحث عن الشهرة، مما أسهم في (تخشب) المشاعر لدى كل من يرفع جواله؛ ليصور مصاب الطرف الآخر، دون أن يتحرك قدر استطاعته في مد يد العون أو على أقل تقدير كفايته شر ما يقوم به من (تشهير) في حقه.
* في وقت فإن مما لاشك فيه أن (التصوير) يعد رافداً معيناً للجهات الأمنية؛ متى ما تم إيصال ذلك عبر القنوات الرسمية، بل إن القيام بذلك (واجب) وطني على كاهل رجل الأمن الأول، وهنا يظهر الفارق بين من يبحث عن مصلحة الوطن وأمنه، ومن يبحث عن الإثارة والشو الإعلامي، الذي بكل أسف أصبح مطمعاً للبعض دون النظر في عواقبه.
* ولعل من اللافت الإشارة إلى ما أصبح يتكرر مع كل إعلان لـ(تم القبض)، وبما يمثل (نقلة) أمنية في شأن تعاطي الجميع مع (كاميرا الجوال)، فعبارة (تم القبض على من وثق) أو (جار القبض على من وثق) ما يؤكد على أن توثيق، ونشر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي مخالف لنظام مكافحة (جرائم المعلوماتية) وفي ذات الشأن على الجميع أن يدرك أن لذلك قنواته الرسمية.. وعلمي وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
