Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

متى يفهم الإسرائيليون ؟

أبدى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استياءه الشديد وعبر عن خيبة أمله الكبيرة بسبب اتفاق المصالحة التاريخي بين الفصائل الفلسطينية .

A A

أبدى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استياءه الشديد وعبر عن خيبة أمله الكبيرة بسبب اتفاق المصالحة التاريخي بين الفصائل الفلسطينية .نتنياهو نعى ما يسمى بعملية السلام ووصف ما جرى في القاهرة حيث تم توقيع اتفاق المصالحة ، بأنه ضربة قاسية للسلام . ثم زاد على ذلك وقال بأن ما جرى في القاهرة كان نصرا عظيما للإرهاب !هكذا وبكل بساطة ، وبعد كل المتغيرات الإقليمية التي مهدت للربيع العربي حسب تعبير وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ، فإن نتنياهو إضافة إلى باقي القوى السياسية الفاعلة على الساحة الإسرائيلية ، لم يبد أي تفهم لما يحدث ولم يظهر أي استعداد لمراجعة مواقفه ولإعادة تقييم سياساته ، وكأن شيئا لم يحدث على حدوده الشرقية التي كانت ولا تزال مصدر الخطر والتهديد الأكبر لما يسمى بالأمن الإسرائيلي !الإسرائيليون رغم ذكائهم التكتيكي فإنهم أغبياء فيما يتعلق بالأمور الاستراتيجية . الإسرائيليون ما زالوا يعتقدون بأن سياسة العصا الغليظة هي التي يمكن أن تؤمن حدودهم وتقضي على أي رغبة أو استعداد للمقاومة لدى الجانب العربي . والحقيقة التي أفرزها العقدان الماضيان تقول بأن سياسات إسرائيل المتعنتة وإصرارها على إذلال العرب ، هو الذي أخرج المعادلة من أيدي الدول ذات المؤسسات الرسمية إلى أيدي حركات المقاومة التي لقنت الكيان الصهيوني العديد من الدروس التي لم يستفد العدو منها رغم قسوتها .لقد كان لما حدث في مصر وبعض دول العالم العربي تأثير كبير أدى إلى فرض المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين ، لكننا لو تأملنا المشهد بعمق أكبر فإننا سنكتشف مدى أهمية الدور الذي لعبه فشل حصار غزة في اتمام هذا الاتفاق . وهو الحصار الذي ضربته إسرائيل ولا زالت لعدة سنوات ، بهدف إسقاط حركة حماس وإخراجها من المعادلة نهائيا . لكن ها هو الحصار يفشل في تحقيق أي هدف من أهدافه مما أدى في النهاية ، وعلى عكس ما هو منتظر ، إلى الإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية . لقد فشل العدو الإسرائيلي الذي راهن ولا زال على لغة القوة وحدها ، في استيعاب كل الدروس ولم يفهم أنه يسير بعكس اتجاه عجلة التاريخ .لقد ولى عصر المشاريع الاستعمارية والاستيطانية الكبرى التي لا تتورع عن إبادة الشعوب المستضعفة . anaszahid@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store