Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

قلب الاتصالات عليّ!!

A A
يقول أحدهم: أنا إنسان بسيط للغاية، أحياناً تمشي أموري بالبركة، وأحياناً كثيرة أمر بضائقة مالية، وفي يوم كلمتني بنت محترمة من إحدى شركات الاتصالات، قائلة: (ألو، فلان، قلت لها: إيه أنا، آمريني، قالت: لقد اجتمع البارح مجلس شؤون العملاء بالشركة، وارتأوا أن الباقة اللي انت مشترك فيها لا تتواكب مع احتياجاتك وظروفك الحالية، ولأن قلبهم عليك، رشحوك لباقة جديدة)!!

يقول: لأنني فاقد اهتمام ورعاية -لا شعورياً- هاجت شجوني، وبينما كانت تكتب بياناتي سرحت بذاكرتي: (حين قصدت قريبي لأتدين منه، لم يشفق عليّ، حين رفعت لمديري طلب سلفة راتب، خيب رجائي، حين توسلت رئيس الجمعية اللي مسويها مع أصدقائي، ليقدم دوري شوي، سحب عليّ، واليوم تجتمع الاتصالات بكبرها لتراعي مصالحي، هذه جميلة بحقي وإن كانت الخدمة بسيطة)!!

يكمل الملتاع حكايته: (أفقت من لوعتي على صوت البنت، ألو ألو، أنت وين رحت، لأجيبها: لبيه أنا معك)، لتستطرد بكل حنية قائلة: (باقتك الحالية تدفع فيها شهرياً 147 ريالاً، وكلها 10 جيجا، و200 دقيقة مكالمة مجانية، وقد رأى مجلس العملاء أنها باقة متواضعة ما تكفي الحاجة، لذلك قرروا ترقيتها لباقة أعلى، مزاياها: 60 جيجا انترنت، و400 دقيقة مكالمة مجانية داخل الشبكة)!!

وبنشوة يستطرد قائلاً: (مع أن الباقة الحالية مكفيتني وزيادة، وفاتورتها ثابته واقتصادية، إلا أنني أمام صوت المندوبة وحنيتها، تحمست لعرضها وسألتها: عندي استفسار بسيط بس أمانة ما تزعلي مني، لتجيبني: طبعاً تفضل، لأسأل متحرجاً؛ كم الزيادة اللي بتطلع عليّ؟! لتجيب ضاحكة؛ كلها 8 ريالات أمام المزايا الكبيرة، وكل ما عليك تعطيني رقم الكود اللي بيوصلك الآن برسالة SMS لنفعل اشتراكك، وتستمتع فوراً بمزايا ترقيتك)!!

يقول؛ هنا سرحت قليلاً بعدما تأكدت أن (قلب الاتصالات عليّ)، قبل أن أفيق على صوت (البنية)، (ألو.. ألو، أنت وين رحت مرة ثانية)، لأجيبها بصوت الشاعر ضيدان بن قضعان: (لبيه.. لبيه أنا هنيه)، وقبل أعطيها رقم التفعيل، لاحظت أنها مستعجلة شوي، ما آثار شكوكي، لأدقق بالرسالة واكتشف المفاجأة؛ عرض خصم الباقة 2 مدته فقط 6 أشهر، ما يعني أن الفاتورة بعدها سوف ترتفع قرابة 178 ريالا، وحين نبهتها، ارتبكت وأدعت أنها أوضحت ذلك، والحقيقة أنها كادت (تقرطسني)، وكنت حأدخل بدوامة فقدان ثقة مدى الحياة لا أعرف فيها (من ذي.. ومن ذيه؟!).

وختاماً.. يتنهد الملتاع متعجباً؛ أنا لا أعرف كم ستتضاعف أرباحهم من وراء الضحك على ملايين المشتركين، كل اللي أعرفه؛ أنني نجوت بأعجوبة وأنني راعيت أن المكالمة مسجلة، فكتمت غيضي ومسكت لساني عن هذه الشركة الجشعة، التي توهم العميل البسيط بمساعدته ومراعاة ظروفه، بينما تخطط في الخفاء ليل نهار كيف تستغل حاجته وتنشل آخر ريال من جيبه؟!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store