Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التفاعل مع حملة مكافحة المخدرات مطلب وطني

التفاعل مع حملة مكافحة المخدرات مطلب وطني

A A
في ظل الجهود المباركة المتزامنة مع الحمله الأمنية المشتركة لمكافحة المخدرات بتوجيهات ومتابعة ودعم لا محدود من قيادة وطننا الحبيب والتي تهدف لضبط مروجي وباعة ومتعاطي هذه السموم لابد من التأكيد على أهمية التفاعل الأسري والمشاركة المجتمعية من جميع مؤسسات المجتمع المدني وخاصة من المتخصصين والمتخصصات بمجال علاج الاضطرابات النفسية والإرشاد الأسري والزواجي من خلال تكثيف البرامج التوعوية والتخصصية باعتبار أن آثار تعاطي المخدرات لا تتوقف على المدمن فقط بل تمتد بسلبياتها لتشمل الأسرة بأكملها فقد يكون المتعاطي الأب أو الأم أو كلا الزوجين أو أحد الابناء المراهقين او إحدى البنات، وفي جميع الأحوال تكون النتائج كارثية على الأسرة حيث يؤدي في بعض الحالات إلى تعرضها للتفكك الأسري وعزلة أفراد الأسرة عن بعضهم البعض في ظل الاحصائيات التي أشارت إلى ان 25% من قضايا الطلاق كانت بسبب إدمان المخدرات بحسب تأكيدات المتخصصين.

ومن المسلمات المتعارف عليها بعلم النفس هو ان اضطرابات الاكتئاب أو التوتر او غيرها من الاضطرابات النفسية الناتجة من سلوك الشخص المتعاطي للمخدرات تؤثرعلى الصحة النفسية لأسرته ما يفاقم معاناتهم وحدوث الإرهاق والتوتر الدائم والخوف والرهاب والتسبب بالعزلة وغيرها من المشاكل النفسية والاجتماعية.

ولا ننسى الآثار المدمرة التي تتركها المخدرات على العلاقة الزوجية نتيجة للسلوك العصبي للزوج المتعاطي الذي يحاول فرض إرادته على بقية افرد اسرته لإجبارهم على تقبل حالته دون الاعتراض عليها بالإضافة لاتصافه بمشاعر الانانية وعدم الاهتمام بشريك حياته أو الاكتراث لها ولحاجاتها ومشاعرها العاطفية وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه العلاقة الزوجية مما يؤدي إلى تدمير الحياة الزوجية والوصول بها الى التفكك الأسري ودخول الأبناء في مرحلة الضياع والتسبب في تهيئتهم إلى دخول عالم الإدمان نتيجة للحالة السيئة التي يكون عليها الأب المتعاطي مما يولد لدى أبنائه الشعور بالألم والحزن الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على مستوى النمو لديهم ويعرضهم للاضطرابات العاطفية والنفسية.

وما ذكرته هو غيض من فيض مما تضمنته البحوث والدراسات النفسية والاسرية لتوضيح الروابط المتعلقة بين مخرجات تعاطي المخدرات وتأثيرها على الحياة الزوجية وعلى الابناء ونتائجها الوخيمة على الصحة النفسية للافراد والتي تبين مدى الحاجة الماسة لتفاعل المتخصصين والمتخصصات مع حملة مكافحة المخدرات التي تواصل نجاحاتها لحماية المجتمع من هذه الآفة الخبيثة.

ولا يسعني في ختام مقالي سوى تقديم كل الشكر والتقدير لجميع القائمين على هذه الحملة التي تحظى بدعم القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية والتي لا تألو جهدا في سبيل حماية ‏شباب الوطن من آفة المخدرات، والشكر موصول لمنسوبي الاجهزة الامنية الذين يحظون بشرف المشاركة في تنفيذ العمليات الاستباقية لصد جرائم المخدرات ضد ابناء وبنات الوطن الغالي.

وكيل كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store