Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

(تطبَّق الشروط والأحكام) فخ.. فمَخْمِخْ!!

A A
* يقول أحد الأصدقاء امتثالاً لأحد الإعلانات التجارية عن تخفيضات كبيرة في أسعار تذاكر الطيران، يصل لـ(50%) ذهبت لمكتب السفريات، فتفاجأت بأن المطلوب منّي دفع ضعف المبلغ الذي يردّده الإعلان صباح مساء؛ رفعت صوتي باعتراضي، وهنا ابتسم الموظف في وجهي قائلاً: يبدو أنك يا سيد لم تقرأ أو تسمع أو تشاهد الإعلان جيداً، فهناك عبارة (تطبق الشروط والأحكام)، فعلى التذكرة أُضيفت قيمة الرسوم والضرائب، ولذا زادت قيمتها!!

****

* حالة صديقي بالتأكيد مثلها كثير، وعبارة (تطبق الشروط والأحكام) -التي تُنطق بصوت هامس، أو تُكتب بخط صغير قد لا يُرى بالعين المجردة- إنما هي أداة نصب وتحايل تستخدمها العديد من الشركات والمؤسسات للإيقاع بضحاياها من المستهلكين الغلابى، فالمحلات التجارية تتستر بها لتضخيم إيجابيات منتجاتها أو وارداتها، ولتمرير تخفيضات وهمية بغطاء قانوني تستعمله للتملص من التبعات أو التجاوزات!

****

* أيضاً طائفة من البنوك وشركات التقسيط والتأمين وغيرها تستخدم تلك العبارة المطاطية سلاحاً تحمي به عقودها، فارضة شروطها التي يوقع عليها العميل المتعطش لسرعة قبض السلفة أو السلعة دون إدراك للعواقب ولما فيها من التزامات، كلُّها عليه، وهو وحده من سيتحمل مستقبلاً أعباءها الاقتصادية والاجتماعية!!

****

* وتلك الشركات والمؤسسات إنما تفرد عضلاتها وأحكامها وأنظمتها وإعلاناتها، وتمارس ذلك الغش التجاري الواضح؛ لأن حقوق المستهلك وصوته غائبان عن البرامج التي تطلقها، والإعلانات التي تخرج بها؛ وللخروج من تلك الدائرة، ولحماية المواطن من القرصنة والتضليل والتزييف هذه دعوة للتفعيل الجاد لرسالة وأدوار الجهات الحكومية والأهلية المعنية بحماية المستهلك؛ من خلال صناعتها لإجراءات وخطوات قانونية واضحة تحكم العقود والإعلانات التجارية، ومن ثم متابعتها للتأكد من تنفيذها بصورتها المعتمدة؛ أما المهمّ والأهمّ فحتمية أن يكون صوت المواطن أو المستهلك حاضراً وممثلاً في الهيئات المعنية باعتماد العقود في مختلف المجالات؛ لكي يعرفَ حقوقه ويدافع عنها!!

****

* أخيراً عزيزي المستهلك المغلوب على أمره (مثلي) سوف تجد شروط وأحكام العقود التي تبصم عليها في صفحات كثيرة وخطوط صغيرة، وخلف الأوراق، والغرض أن تملَّ من قراءتها أو لا تنتبه لها؛ فصيحتي: (ما حَكّ جلدَك مثل ظفرك)؛ ففضلاً وكرماً خذ كراسة أو استمارة العقود للمنزل، وعلى قدحٍ من الشاي الأخضر على الطريقة الشنقيطية اللذيذة مَخْمِخ عليها، حتى لا تكون ضحية كـ(أَنا)، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store