يحمل حي أبرق الرغامة إرثًا تاريخيًا عريقًا بالغ الأهمية بالنسبة لجميع السعوديين حيث حظي بشرف تواجد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في آخر معاركه المجيدة التي قادها بنفسه لتوحيد البلاد، وكان الحي لعدة أشهر مقراً لقوات جيشه قبيل فتح مدينة جدة وإعلان ضمها رسميًا لدولة الحكم السعودي في 25 ديسمبر من عام 1925ميلادي.
وبين الأمس واليوم شيدت في هذا الحي التاريخي بعض المعالم الحضارية وإن كان من أهمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي ومتحف أبرق الرغامة الذي يُعنى بمسيرة التوحيد وأيضًا حديقة الجوهرة ذات المساحة الصغيرة ومطل جبلي مهمل من سنوات.
فإن تطرقنا لأدوات التطوير فلا يغيب عن أعين الجميع ما يعانيه سكان الحي وزائروه من سوء التخطيط البلدي ورداءة التنفيذ وبطئه والإهمال الدائم للمشاريع الخدمية المقامة بسبب قلة الحرص وفقدان المتابعة من المراقب المسؤول أسوة بما يقدم من عناية واهتمام لكل الأحياء الراقية بمدينة جدة.
وحتى تعود للحي مكانته السابقة ويتوافق مع الأحداث العظيمة الجسام التي وقعت على أرضه يجب أولا أن يواكب رؤية الدولة 2030 التي جوهرها يهدف لتحسين مناخ جودة الحياة للفرد والمجتمع السعودي كما يهدف إلى حفظ البعد الإنساني الحضاري لأي موقع أثري داخل حدود المملكة والقيام كذلك بتعهده بحسن الإدارة ومداومة التشغيل والصيانة.
ومن هذا المنطلق التنموي الكبير يجب إعادة تأهيل الحي من جديد ليحاكي مكتسباته الأصيلة، ولا يكون ذلك إلا بإبراز قيمته الوطنية الشامخة، ثم العمل على حل جميع مشكلاته والبدء فورًا بمعالجة آثار التلوث البيئي والتشوه البصري الحاصل وسط محيطه.
ويتم ذلك حسب ما يراه الجميع بعدة خطوات تبدأ من تحسين تصاميم مداخل الحي الرئيسية وربطها مباشرة بالطرق السريعة وتعبيد شوارعه المتهالكة ورصفها وتشجيرها وإضاءتها ووضع الإرشادات المرورية للعابرين مع حلول جذرية عاجلة لتجمعات المياه الجوفية والأمطار، والتوسع كذلك بإنشاء النوادي الثقافية والاجتماعية والملاعب الرياضية والساحات الشعبية والترفيهية والحدائق الشاسعة وممرات المشي الطويلة وتسوير الأراضي البيضاء ورفع مخلفات البناء والاهتمام بنظافة الحي واستبدال مباني الدوائر الخدمية المستأجرة بمقار حكومية جديدة تحاكي طراز العمارة السعودية مع إعادة تسمية ميادينه وصروحه بأسماء أمراء جيش المؤسس الذين شاركوا مع جلالته في توحيد البلاد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
