Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وسائل التباعد الاجتماعي

وسائل التباعد الاجتماعي

A A
نتفق جميعاً على الدور الهام والمحوري لوسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا هذا وعلى أهميتها ودورها الكبير في تحقيق التواصل بين الأفراد والمجتمعات في مجال تبادل المعلومات والتجارب والأفكار ودورها الفعال في إيصال الأخبار بصورة سريعة وعاجلة قبل أن تتناولها وسائل الإعلام التقليدية، ونعلم جميعاً أن فضاء التواصل الاجتماعي بات يعج بعشرات المنصات والتطبيقات الرقمية والتي سهلت التواصل بين ملايين البشر رغم المسافات، ليجد المئات أنفسهم أمام واقع جديد يستطيعون فيه التحاور الكترونياً مع بعضهم البعض رغم اختلاف الثقافات واللغات والحدود.

لا ينكر الجميع أن جائحة كورونا افرزت لنا جيل جديد من الانعزاليين بسبب المخاوف من العدوى، ومنذ تفشي جائحة فيروس كورونا بدأت العزلة الاجتماعية في التوسع، وبدأت تلك العزلة تتطور بشكل سلبي لدى البعض، ممن اعتادوا على هذا النمط من الحياة بالابتعاد عن الجميع، بالأيام والشهور، حتى بات أسلوب حياة لدى الكثيرين وتطور مع الوقت الى تباعد اجتماعي وهو ما كنا نخشاه ولا نفضل حدوثة اطلاقاً.

أن ما نشهده اليوم من انقطاع العلاقات الاجتماعية سواء العائلية أو المجتمعية بات يقلق الجميع، إذ أن افتقاد التواصل المباشر، وتباعدت العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة وسعت فجوة التباعد المبني على شخصنة الحياة الافتراضية، وبالتالي انخفاض في مستويات الرضا عن نمط الحياة والعزوف عن مخالطة الناس في المناسبات الاجتماعية والذي قد يكون مرتبطاً اما بالخجل الناتج عن الخوف أو التوتر، أو عدم الرغبة في المخالطة الاجتماعية ومن ثم التوجه إلى العزلة.

من المناسب أن نستوعب أن منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي صممت لكي تبقي الناس على تواصل مستمر، إلى جانب حياتهم اليومية المعتادة، لا أن تكون سبباً في تباعدهم عن محيطهم وواقعهم الاجتماعي، وتظل الأسئلة حول ما إذا كان لتلك الوسائل دور مهم في تباعد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد أم أن الأفراد أنفسهم مسؤولون عن ذلك.

أحمد العمري

@ahmedyanbu

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store