Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوقاية خير من العلاج

الوقاية خير من العلاج

A A
تُعتبر ظاهرة تعاطي المخدرات من أكبر المشاكل الرئيسية التي تهدد كثيراً من دول العالم وتُخلف آثاراً اقتصادية واجتماعية ونفسية مدمرة للمجتمعات وأفرادها كونها تستهدف الكوادر الشابة والمنتجة لكل مجتمع، وهي من الحروب الباردة التي تستهدف أبناء الوطن لتحطيم القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية وزيادة معدل الجرائم والفساد وتعيق تقدّم الأمم وتطوّرها، وقد كنتُ من ضمن المتابعين الذين أسعدتهم قرارات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأخيرة بإيقاف المتورطين في حيازة واستخدام المخدرات ومن معهم وتطبيق الفحص العشوائي المفاجئ وعدم قبول الكفالات الشخصية أو الحضورية لهؤلاء المتورطين وهي خطوة جديدة تثبت حرص الدولة السعودية على مواطنيها وشبابها المستهدف والضرب بيد من حديد على جميع المتورطين في تجارة وتهريب وتعاطي المخدرات، وهي أيضا حرب ضَرُوس على المخدرات تختلف تماماً عن الحملات السابقة وهدفها الرئيسي هو وقاية المجتمع وأفراده من آفة المخدرات بجميع أنواعها والقضاء على أسباب انتشارها.

ونبدأ بأنواع المخدرات المختلفة والتي تعتبر ذات خطورة نفسية وجسدية كبيرة على أفراد أي مجتمع وتنقسم إلى قسمين: الأول منها يُعتبر مصدرها طبيعياً مثل الأفيون والمورفين والحشيش والكوكايين والقات وغيرها، أما النوع الآخر فيعتبر مصدرها اصطناعياً مثل الهيروين والإمفيتامينات والحبوب المخدرة والمُذِيبات الطَيَّارة وغيرها.

تختلف أسباب انتشار المخدرات في المجتمعات حسب الظروف ولكن أهم هذه الأسباب هي:

- ضعف الوازع الديني وانتشار المُنكرات وترك التناصح وقلِّة الخوف من الله تعالى واللهث خلف الثراء والثروة.

- التفكك الأسري وآثاره على بعض الأبناء أو بعض الأزواج في جعلهم فريسة سهلة للمخدرات والهروب من الواقع.

- السعادة الوهمية عند تعاطي المخدرات والتي يُروِّجَها ويزعمها مُروجِو المخدرات للشباب للهروب من المشاكل.

- رفقاء السوء والمدمنون الذين يرتبط بهم بعض الشباب دون مراقبة أو متابعة من الأسر وتأثيرهم السلبي عليهم.

- البطالة وعدم إشغال أوقات الفراغ والفقر وكيد الأعداء من الأفراد المحليين أو بعض الدول المعادية للإسلام.

- تهور بعض الشباب والمراهقين في الدخول في تجارب جديدة أو بدافع الفضول والتحدي مع أقرانهم المدمنين.

ويتمثل دور الأسرة في وقاية الأفراد من المخدرات عدة نقاط من أهمها:

- تثقيف أفراد الأسرة بأضرار ومخاطر ونتائج تعاطي المخدرات وتأثيرها على الصحة العامة ومستقبلهم القادم.

- التركيز على حُرمة تعاطي المخدرات من الناحية الدينية بهدف عدم الانحراف السلوكي العام لأفراد المجتمع.

- الاستقرار الأسري وتأمين عناصر الهدوء والسعادة والمحبة والسلام يساهم في تحصين الأسرة من براثن المخدرات.

- مراقبة سلوك الأفراد في المنزل وخارجه، وتصحيح السلوك غير الجيد وتقويمه ومساعدتهم في اختيار الأصدقاء.

- التوازن في الإنفاق المادي وعدم الإسراف والدلال في منحهم أموالاً أكثر من احتياجاتهم المعقولة ومراقبة الإنفاق.

- الاهتمام بإشغال أوقات فراغهم بكل ما هو مفيد كالرياضة والتطوع الخيري وبعض المسؤوليات الأسرية وغيرها.

- مراقبة الأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل التي يستخدمونها والمواقع الإلكترونية التي يرتادونها بشكل مستمر.

ورسالتي من هذا المقال موجهه إلى الآباء والأمهات لمراقبة ومتابعة سلوك الأبناء في جميع الأوقات وخاصة خلال فترات الامتحانات والتي يكون فيها الخروج باكراً عن الأيام العادية وتنشط فيها ظاهرة ترويج بعض المخدرات للطلاب كحبوب الكبتاجون والسهر وعقاقير التركيز والتي تعتبر بوابة الدخول لعالم تعاطي المخدرات، وهو موسم يستغله المروجون لاصطياد ضحاياهم من الطلبة الشباب والمراهقين لأن تأثير هذه المواد المخدرة في أدمغة هؤلاء الشباب يبلغ أكثر من عشرة أضعاف من تأثيرها على أدمغة البالغين وتزيد من فرص الإدمان والآثار العصبية والنفسية لديهم وتضطر المتعاطين لزيادة الجرعات وبداية طريق الإدمان، لذلك نحن ننصح الآباء والأمهات في حالة وجود سلوك غريب على الأبناء أو أي شكوك الاستعانة بمركز استشارات الإدمان والذي يخضع لإشراف إداري ومهني متخصص من قبل الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وطلب التدخل المباشر للمساعدة عن طريق الاتصال عبر الرقم الموحد (1955) والتي تتم بسرية تامة وأسلوب حضاري من أجل مواجهة ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات والمؤثرات العقلية التي تهدد شباب هذا المجتمع الصالح.

خالد عمر حشوان

@HashwanO

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store