Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

النياق.. والأمن البيئي!!

A A
قبل أسبوع تعرَّض اثنان من أصدقائي إلى حادث اصطدام سيارتهما بناقة على الطريق؛ بالقرب من المدينة المنورة، وقد لطف الله بهما، وتم نقلهما إلى مستشفى الملك فهد، أحدهما بقي بالعناية لمدة أسبوعين، وتحسَّنت حالته، والآخر أصابه بعض الكسور، وتم تجبيرها وخرج، ولله الحمد.

الجمال السائبة، أو التي يتركها أصحابها بدون راعٍ، ترعى وتعود إليه ليتمتع بحليبها ليلاً، ويسمر مع أصدقائه ويتفاخر بها وبحليبها، تقتل الإنسان وتتسبب بالحوادث، طبعاً ليس الكل ولكن البعض، لأن الحريص يهتم بإبله وسلامة الناس.

فكم من والد فقد ولده بعز شبابه، وكم من عائلة تيتم أطفالها بسبب الإبل التي تجوب الصحاري وتقطع الطرق، ولا تكفي لوحة للتحذير منها.

أتذكَّر أنه كانت هناك حلول سابقة من دوريات أمن الطرق، وكنا نرى شبوكاً تُحجَز بها الإيل التي توجد بجانب الخطوط، أو تقطعها بدون راعٍ، فقد كانت تُحجَز حتى يأتي صاحبها، وتُطبَّق عليهم الغرامات.

الآن لدينا جهاز أمني حديث بمُسمَّى الأمن البيئي، وهو الأكثر تواجداً على الطرق والبراري لرصد مخالفات الأمن البيئي، مثل قطع الأشجار والصيد الجائر. أتمنى أن يقوم هذا الجهاز الأمني مع أمن الطرق بحملة موسّعة لمراقبة الطرق؛ لحماية أرواح الأبرياء المارين بالسيارات، وخاصة ليلاً عندما تنعدم الرؤية.. وأن يقوم هذا الجهاز الأمني مع أمن الطرق أيضاً بحجز الإبل السائبة، وفرض غرامات كبيرة على أصحابها، أو بيعها أسبوعياً بمزاد علني، لكي يقوم من اشتراها بالمحافظة عليها، ويعلم كل راعي إبل أن هذا مصير محتوم على مَن يُطلق إبله بدون راعٍ.

قطع الأشجار أم حياة الناس، كلٌّ له أهميته.. ولكن الإنسان قبل الشجر والحيوان، لذلك الأمن البيئي يستطيع القضاء على هذه الظاهرة مع أمن الطرق، فجرّبوا مصادرة الحلال السائب، لنحدُّ من حوادث الجمال والنياق.

* خاتمة:

يسأل راعي البعير بعد نجاة الرجل وتحطم سيارته وإصابته ببعض الكسور، وربما عدم العودة لحياته الطبيعية.. أيريدون شيئاً؟.. سؤال سخيف.. والمشكلة أنه لا يملك مالاً، ولكن يملك نياقاً، ربما يصرف عليها أكثر من عياله، وإذا تسبَّب في حادث أو موت إنسان، ما يقوم به أنه يفرق الدية على الجماعة.. مثل صاحب هذا البعير، يجب أن يكون عليه حق عام، ولا يتهاون فيه، فيتم سجنه ليضع سنوات، يُحرم فيها من حليب الإبل، مثلما حرمت ناقته أسرة من عائلها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store