عندما تعلن في مثل هذا التاريخ من كل عام نتائج أبنائنا وبناتنا الموهوبين ويحصدون مراكز مشرفة ومتقدمة ونوعية في مسابقات الموهبة والابداع في المنافسات العالمية تخفق لها قلوبنا فرحا وسعادة وترتفع هاماتنا فخرا واعتزازا.
تعود بي الذاكرة الى 2011م وتذكرت تلك الازمة الادارية الخانقة حين كنت امام قرار صعب جدا وانا في موقع المسؤولية مساعدا لمدير عام تعليم البنات بجدة وليس لدي الصلاحية التي تخولني باتخاذ القرار اللازم لمشاركة الطالبات الموهوبات خارجيا حيث المسابقة في امريكا فقد تقدمت ادارة الموهوبات بقيادة الاستاذة سوزان باناجة وفريقها بمشروع نوعي لمشاركة بناتنا في مسابقة للموهوبين في امريكا وتم رفع طلب لأخذ الموافقة من مقام الوزارة وادارة الموهوبات قاموا بكل التنسيق مع الجهات ذات العلاقة والترتيبات اللازمة ولم يتبق الا قرار الوزارة صاحبة الصلاحية للموافقة على سفر الطالبات وتحمل نفقات البرناج وبدأ يضيق الوقت على موعد المسابقة وانا امام مشروع في غاية الاهمية في نظري
وهي مشاركة في منافسة عالمية للموهوبين ومهتم في هذا الموضوع حيث كنت مؤسسا ومديرا لرعاية الموهوبين بتعليم جدة واعلم الاهمية البالغة لهذه المنافسة وقد لا يسمح بانتظار قرار الوزارة وستفوت فرصة المسابقة اذا انتظرنا وتوكلت على الله وقررت ان لا تفوت الفرصة على مشاركة الطالبات وتحملت المسؤولية شخصيا بعد ان تاكدت من كل الاجراءات عدا تاخر موافقة الوزارة وارسلت شيك بمبلغ 50 الف ريال من حسابي الشخصي باسم رئيسة الوفد نوال يماني وسافر الفريق في حفظ الله ورعايته تتبعه دعواتي بعودا حميدا وانجازا فريدا.. والايام تمر ثقيلة والمسؤولية اثقل وجاءت بشائر الخير حيث حصدت احدى الطالبات جائزة كبرى وحققت المركز الثاني في المنافسة وأبرز الاعلام هذا الحدث وهذا الانجاز وتفاعلت معه الوزارة وهاتفتني نائب الوزير نورة الفائز تهنيء وتبارك وابلغتها ان المعاملة لازالت في الوزارة وشكرتني على المبادرة والحمد لله جاءت بعدها الموافقة الوزارية.
وبعد هذا بسنوات قليلة تبنت مؤسسة موهبة هذه المنافسات الخارجية بالتنسيق مع وزارة التعليم والجامعات والموسسات ذات العلاقة ونحن الان نطلق على هؤلاء النخبة من موهوبينا منتخب المملكة وهو اسم جدير بهم وبنا منتخب العقول والادمغة واحتفى بهم العام الماضي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ملهم الشباب وصانع الرؤية حين رسم خارطة للطموح بعبارة (طموحنا عنان السماء) واصبحت تدور في مخيلة كل شباب الوطن.. وكان احتفاء يمثل قمة الدعم والرعاية والتحفيز وارتفع العدد من 16موهوبا وموهوبة في العام الماضي الى 27 جائزة ل 35 موهوبا وموهوبة وتحقيق مواقع الصدارة والمراكز الأول واحتل المنتخب السعودي المركز الثاني بعد امريكا من بين 70 دولة وصدقت مقولة الامير خالد الفيصل حين قال نريد شبابنا ان يكون في المقعد الاول من الصف الاول في صدارة العالم.
وبهذه المناسبة العزيزة والوطن يحتفي بانجازات هؤلاء الموهوبين نسأل الله الرحمة والمغفرة لاخينا الاستاذ عبدالله الثقفي مدير عام التعليم بجدة والذي كان داعما متبنيا لبرامج رعاية الموهوبين منذ التأسيس حين كان مساعدا للمدير العام وقد دعوته لغداء عمل بقاعة الهيلتون وعرضت عليه فكرة تجميع الطلاب الموهوبين بعد اجتيازهم للمقاييس منذ الصف الاول المتوسط في مدارس الثغر بالخالدية وقدمت له دراسة متكاملة لعرضها على سعادة المدير العام الاستاذ القدير عبدالله الهويمل اطال الله عمره في طاعته وأبدى قناعته بالفكرة وأيدها وباركها وقال بحكمته المعهودة امام حماسي للفكرة حين طلبت لنجاح الفكرة نقل اي معلم يقل تقديره عن 95 من الثغر واستقطاب معلمين متميزين قال انا ارى الصورة من الدور العاشر وانت تراها من الدور الرابع وهناك معوقات تحتاج الى تدرج في تطبيق الفكرة وقد تبناها الاستاذ عبدالله الثقفي حين كان مديرا لتعليم جدة وجاءت نواة تاسيس مدرسة الفيصلية للموهوبين كمبنى حديث بالية محددة لاختيار الطلاب والمعلمين ويجير له اجرها ولفريق العمل حينها بقيادة الاستاذ القدير عبدالله السيود ورحم الله الدكتور نزيه العثماني الذي كان له شرف رعاية الطلاب الموهوبين ومرافقتهم خلال رحلتهم العلمية في المسابقة للعام الماضي ودوره الكبير في قيادة هذه الرحلة وتحفيز الطلاب ودعمهم المعنوي وكان ينشر حكمته المعروفة بين الطلاب «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه حولك في العالم».
ومن جمال المسابقة هذا العام حضور معالي الوزير وفريق عمله بالوزارة لمتابعة اعلان نتائج المسابقة مباشرة واراها مبادرة رائعة ان تشمل جميع مناطق تعليم المملكة وان يكون هناك قاعات مخصصة للمتابعة المباشرة لكل قيادات ومشرفي التعليم للاحتفاء بالمنتخب السعودي للموهوبين بما يليق بهم ويستقبلون في مطارات مناطقهم وحبذا بكون هناك بحث وتقييم عن أسباب تفوق بعض المدارس او المناطق واسباب اخفاق بعض المناطق ومراكز وادارت الموهوبين في الترشيح او المشاركة
وجهود مؤسسة موهبة تذكر وتشكر للقيام بدورها في حمل الراية وشراكة جميع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الاهداف المنشودة لاستثمار اغلى ما نملك واهم مصادر القوة الموهبة والابداع والابتكار.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
