Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حالة استثنائية

حالة استثنائية

A A
عادَ وجلس على مكتبه والأوراق بيده، تلك التي كنتُ قد قدمتها له كمبادرة، ناولني إياها.. وذكرَ أن المدير العام أبلغه أن أدفع مبلغاً وقدره.!

سألته مستغربًا: من الذي يدفع؟ ولماذا؟ وكيف؟

انتظرتُ قليلًا، وعندما لم يجب.!

قلت: هذه خدمة لكم.. يفترضُ أنتم من يدفع.!!

وبعد صمت قصير أردفت: ماذا قال لك بالضبط؟

-أرجوك أجبني....

ثم انتظرت، لعله يفرغ من الأوراق التي يتجه بنظره إليها ولكن كان كل تركيزه بها، يقرأها ويعيد قراءتها، كل حواسه موجهة إليها، وقلم الرصاص بيده.!

وفي داخلي كم من الاستفهامات تكاد أن تحرقني..

قلت: دعنا نتناقش قليلًا.!

إلا أنه ظلّ منهمكا في الأوراق أمامه..

- كيف أبين له غضبي؟ (سألت نفسي)

ضربت بكفي على الطاولة.. وقلت: سأغادر

(قلتها بصوت مرتفع محاولًا لفت انتباهه)

-ولكن لم يجب.!!

وقفتُ -محدثاً بالكرسي ضجيجًا- وأثناء ذلك قلت: أرجو أن تبلغه أنكم أنتم من سوف يخسر.!

-وكأنه لم يرني ولا يسمعني..

اتجهت إلى باب الخروج، وقبل أن أنزل من الدرج.. توقفت برهة.. ثم عدت إليه.. جلستُ مقابلاً لطاولته.. رسمت على ملامحي ابتسامة، وانهمكتُ في مراقبة انهماكه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store