Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحرب الضروس على المخدرات مستمرة

الحرب الضروس على المخدرات مستمرة

A A
مهما تعاظمت ابتلاءات المجتمعات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضاهيها بمعضلة ابتلاء إدمان المخدرات التي تفتك بالمجتمعات، وتختلف جهود الدول في مكافحتها بحسب خبراتها وإمكانياتها وقدراتها البشرية.

ووجدت السعودية حالها في مواجهة عنيفة أمام المخدرات لمكافحتها حيث تقود حربًا ضروسًا ضد المروجين والمهربين لترصد كميات تقدر بالملايين من المواد المخدرة تمت مصادرتها وتطبيق أقصى العقوبات بحق المروجين والمهربين.

أظهرت تقارير وإحصائيات ارتفاعًا ملحوظًا في ترويج وتعاطي المخدرات وخاص مادة الشبو وعلى إثره صدر توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بتنفيذ حملة مكافحة المخدرات وضرورة تكثيف الجهات الأمنية والجمارك جهودها للحد من ترويج وتعاطي المخدرات لتجد إشادة واسعة منقطعة النظير بين الجميع لتحقق نتائج جيدة وستستمر حتى تحقق أهدافها فالانتصار على آفة المخدرات مطلب ديني وشرعي.

ورغم ابتكار المهربين لطرق جديدة في ترويج المخدرات من أبرزها استخدام وسائل التواصل في ذلك والتي تُعد أشد خطورة على المجتمع إلا أنها لا يمكن أن تنطلي على رجال الأمن الذين لديهم الخبرة الفائقة في كشفهم والقضاء عليهم فلهم تعظيم سلام أينما حلوا وارتحلوا فهم الأبطال الحقيقيون ويقودون حربًا ضروسًا بتنفيذ حملة أمنية كبيرة لمواجهة هذه الآفات ومهربيها ومروجيها.

وتعد مادة الشبو (الكريستال ميث) أحد أخطر المواد المخدرة التي يتم ترويجها بين الشباب ورصدت ذلك الجهات الأمنية وهي مادة كيميائية لها مفعول قوي وسريع على الجهاز العصبي المركزي (العقل) وتعتبر قوية وسريعة في تأثيرها وتتسبب في الهلوسة السمعية والبصرية وتجعل الانسان أقرب لارتكاب الجرائم التي قد تصل للقتل، ومما سبب في رواجها بين الشباب أنها محلية الصنع ويتم ترويجها بمبلغ زهيد.

ولا يخفى على الجميع أن قصصًا مريرة تسبب فيها متعاطي الشبو تمثلت في ارتكاب الجرائم وبلغت في جزء منها قتل الأقارب من الدرجة الأولى بعد فقدان الشعور وارتفاع معدل العدوانية ولا غرابة في ذلك فمن شاب على الشبو هتك بنفسه ومجتمعه، فكم من أسر كانت في رغد من العيش آمنة مستقرة حتى وقع أحد أفرادها في وحل فتحولت حياتهم جحيم وكدر.

ومن هذا المنطلق نجد جميعًا أن مسؤوليتنا الوطنية بالوقوف جنبًا الى جنب مع رجال الأمن عظيمة وحمل أمانة الإبلاغ عن كل من تسول له نفسه من المروجين والمهربين عظيم ويعد أقل واجب وطني القيام به لإنقاذ حياة شبابنا التي قد تفتك بهم هذه الآفة وغيرها من المواد المخدرة، كما أن من الواجب على أسر ضحايا الإدمان عدم التردد في الإبلاغ عنهم والأخذ بأيدي أبنائهم لعلاجهم وتأهيلهم بسرية تامة قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه ولن يجدوا إلا أيدي رحيمة تقف معهم، كما أن الوطن بحاجة لهم لما تمتلكه سواعدهم من عوامل النهضة ورفعة الوطن فهم طاقتها الحقيقيون، حفظ الله قادتنا ووطننا وأبناءها من كل مكروه وخطيئة.

حاتم العميري

@Hatem1403

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store